• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
الاجتماعية والأخلاقية التاريخ والسيرة الفقهية والشرعية الفكرية والثقافية الفلسفية والكلامية القرآنية والحديثية
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
61 ألا يمكن تفسير المهدويّة بالعقل الكامل بدل التفسير بالرجل والإنسان والشخص؟ 2014-05-12 0 1945

ألا يمكن تفسير المهدويّة بالعقل الكامل بدل التفسير بالرجل والإنسان والشخص؟

السؤال: ما هو رأيك برؤية المفكّر الإسلامي أحمد الكاتب ونظريّته حول الفكرة المهدويّة التي يقول فيها بأنّ المهدوية ليست حركة يقودها شخص المهديّ، بل هي (فرضيّة فلسفية لها أسبابها المختلفة). ألا نستطيع أن نقول بأنّ هذه الفرضية فيها جانبٌ من الصحّة, حينما نعلم مقدار الزخم الحركي الفعّال الذي تنتجه هذه الفكرة باستمرار والمتأتّي من الأمل السايكولوجي بالانتصار على عناصر الشرّ، خصوصاً أنّها تغذّي الأجيال بصورة مستمرّة بمثل هذا الوقود الحركي؛ لعدم تحدّد سقف زمني لتحقّقها، فكلّ جيل يرقبها، وعندما يشارف على الانقراض يقول سيأتي المصلح لينقذ أولادي أو أحفادي.. وبالتالي تحافظ على فاعليّتها وتجدّدها المستمرّ.. كم أنّ هذه الفكرة ومن جهة ثانية تلتقي بفكرة العقل الكامل المستغني عن الشريعة السماويّة التي طرحها الفيلسوف محمد إقبال، ويعزّزها الحديث القائل: (العقل نبيّ من الداخل)، فإذا ما تمّ وصول هذا العقل إلى مرحلته الكاملة أو وصول هذا العقل إلى سنّ الأربعين كي يبعث نبيّاً إلى الخارج حامل مشعل الهداية والمهدوية إلى البشرية فيكون تعبيراً عن المهدويّة، ولكون هذا العقل الكامل أو النبيّ الباطن معصوماً من الخطأ سيتوصّل روّاد البشرية إلى منظومة أيديولوجيّة واحدة متوحّدة ومتكاملة تحمل سمات العدل والقسط، معلنةً ثورتها ضدّ أيديولوجيات العقل الناقص أو المسيطر عليه من قبل أمير الأهواء والشهوات (وكم من عقل أسير تحت هوى أمير). وأمّا كون المهدي من ولد رسول الله ويحمل سماته وآثاره.. فليكون العقل تجلّي من تجلّيات الرسول، يقول الحديث: أوّل ما خلق الله العقل.. والحديث الذي يقول أوّل ما خلق الله نور نبيّكم.. حيث يفسّر الحديث الثاني الحديث الأوّل على أنّ العقل واحد من تجلّيات الحقيقة المحمّدية ومتولّد منها ويحمل صفاته وآثاره، فيكون من أولاد رسول الله بهذا المعنى.. ما رأيكم؟

 

الجواب: كلّ هذه النظريات والمقولات التي تدور حول ثنائيّة مهدوية الشخص أم مهدويّة الحالة والنوع، والتي طرحها الكثير من الباحثين والعلماء المسلمين حتى اليوم، هي محاولات فلسفيّة وتحليليّة تستحقّ التقدير والاحترام، حتى لو اختلفنا معها فضلاً عمّا إذا اتفقنا معها، بلا شأنٍ لنا بدواعي أصحابها، لكنّ معركة الرأي تكمن في المعطيات العقائديّة والتاريخيّة، فإنّ النصوص (السنيّة والشيعيّة معاً) التي تدور حول موضوع الإمام المهدي تنقسم إلى مجموعات عدّة، تشكّل كلّ مجموعة منها دائرةً، لتكون المجموعة الثانية داخلها، أي إنّها تشكّل مجموعة دوائر داخل بعضها، والمنهج الصحيح هو السير معها من الدائرة الأوسع إلى الأضيق بشكل تدريجي للوصول إلى النقطة الأخيرة الثابتة في النصوص، بدل طرحها بأجمعها دفعة واحدة على بساط البحث، الأمر الذي يشوّش عملية الترتيب الذهني للمعالجة العلميّة، ويدخلنا في فوضى بحثيّة عارمة وقع فيها كثيرون من الفرقاء المختلفين. وأبرز هذه المجموعات ـ وليس كلّها ـ ما يلي:

المجموعة الأولى: وهي النصوص الدالّة على ظاهرة (العاقبة للمتقين)، وأنّ نهاية العالم ستكون لصالح المؤمنين، وأنّ آخر الزمان سيكون لهم، وأنّ هناك في آخر الزمان دولة الحقّ والعدل.

وهذه المجموعة تسمح بالفرضيّات التفسيرية التي ذكرتموها وأمثالها؛ فإنّ هذه المجموعة من نصوص الكتاب والسنّة لا تحدّثنا عن شخص بعينه، بل تحكي عن حالة وظاهرة، وكما يمكن أن تكون هذه الظاهرة من خلال شخص المهدي المخلّص بوصفه ابن الحسن العسكري أو ابن مريم البتول أو غير ذلك، كذلك يمكن أن تكون من خلال تنامي العقل وآفاقه، أو من خلال عناصر أخرى.

المجموعة الثانية: وهي المجموعة التي تتحدّث عن شخص من بني الإنسان هو الذي يقود ظاهرة الخلاص، دون أن تشير إليه، ومن هو، وما هو نسبه أو قومه أو ما شابه ذلك.

المجموعة الثالثة: وهي المجموعة التي تشير إلى المهدي/الشخص، بوصفه أحد أفراد أمّة الإسلام.

المجموعة الرابعة: وهي المجموعة التي تفيد أنّ المهدي/الشخص، هو من نسل السيدة فاطمة الزهراء سلام الله عليها.

المجموعة الخامسة: وهي المجموعة التي تفيد بأنّ المهديّ/الشخص، هو من نسل الحسين بن فاطمة عليهما السلام.

المجموعة السادسة: وهي المجموعة التي تقترب بنسبه إماماً بعد إمام، وهذه المجموعة يوجد داخلها مجموعات، مثل الروايات الدالّة على كونه من نسل الصادق عليه السلام، وتلك الدالّة على كونه من نسل الرضا عليه السلام وهكذا.

المجموعة السابعة: وهي التي تنصّ على كونه من نسل الإمام العسكري عليه السلام، دون أن تشير إلى كون ذلك بالمباشرة أم بتوسّط سلسلة أبناء.

المجموعة الثامنة: وهي المجموعة التي تدلّ على كونه الابن المباشر للإمام الحسن العسكري، وأنّه ليس فقط من نسله بل هو من نسله بالمباشرة لا بتوسّط آباء آخرين، وأنّه قد ولد فعلاً.

وداخل هذه المجموعة هناك أيضاً مجموعات حديثية مفيدة ومهمّة، مثل المجموعات الحديثية التي تقول بعدم خلوّ الأرض من حجّة، والمجموعات التي تفيد فكرة الغيبة مقابل فكرة أنّ المهدي ولد ومات، ثم يبعث فيخلّص الناس قبل يوم القيامة و..

هذه المجموعات الثمانيّة، وما يساندها من مجموعات، وما تحمله من فروض وإمكانات، ينبغي تحديد درجة معطياتها، وكذلك رصد المجموعات المعارضة لها، فكلّما سرنا في الدوائر نحو الدائرة الأضيق، وهي المجموعة الثامنة وما معها من مجموعات، وأثبتنا هذه المجموعات، فإنّ فرضيّة المهدويّة بالتفسيرات التي أشرتم إليها ستغدو صعبة جدّاً، وكلّما سقطت مجموعة من المجموعات الأصغر، أي الثامنة أو السابعة أو نحو ذلك، توسّعت الدائرة واقتربنا نحو التفسيرات العامّة التي أشرتم إليها، فليست قيمة التفسيرات العامّة هذه في إمكانها وتناسقها وجماليّتها فقط، بل لابدّ في المرحلة السابقة من تجاوز ما تعطيه المجموعات اللاحقة على المجموعة الأولى. وهكذا الحال في مجموعة من الأسماء التي طُرحت في إطار مفهوم (آخر الزمان)، مثل: السفياني، والدجّال، واليماني، والخراساني، والحسني، والنفس الزكيّة، وغير ذلك.

هذا ما أجده المنهج الأصوب في معالجة قضيّة المهدوية من الزاوية التاريخية والحديثية، وهناك زوايا أخرى للنظر لا ترتبط بوسائل الإثبات التاريخي والحديثي، لا نتعرّض لها هنا الآن. هذا علماً أنّ الآثار النفسية التي ذكرتموها يمكن لفكرة المهدوية/الشخص أن تقول بأنّني أحافظ عليها أيضاً، وأنّها ليست حكراً على فكرة المهدويّة/ النوع.

وأمّا ما ذكرتموه أخيراً من تفسير كون المهديّ من أبناء الرسول، بمعنى أنّ العقل تجلّ للنبي وللحقيقة المحمدّية، فإنّني لا أقتنع بهذا التفسير، لو اقتنعت بكون النبي هو أوّل ما خلق الله وأنّه هو العقل المشار إليه في النصوص، بل أراه تأوّلاً في النصوص وتكلّفاً في الدلالة بلا شاهد. يجب أن نحتكم إلى اللغة ما لم يطرأ دليل يفرض واقعاً آخر، وأمّا مجرّد ربط فكرة البنوّة بفكرة التجلّي والحقيقة المحمّدية وأمثال ذلك، فهذا ليس بادياً من النصوص التي تحكي عن موضوع المهدي، لاسيما مع الأخذ بعين الاعتبار المجموعات الثماني السابقة وما يساندها.

 

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36796560       عدد زيارات اليوم : 2317