السؤال:ما هو تفسيرك لقول النبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم: (من كنت مولاه فهذا عليّ مولاه)، في خصوص تسلّم علي لمقام الخاتم ومن كلّ الجهات الولاية على الأنفس والدماء والأملاك،ألا يُثبت هذا الحديث كلّ الخصائص المحمّدية لعليّعليه السلام؟ (دريد الجزائري، العراق).
الجواب: يثبت هذا الحديث كلّ ما ثبت للنبي صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم من شؤون الولايةعلى الغير، لا من مطلق الشؤون؛ لأنّ الحديث لا يحكي عن أكثر من شؤون الولاية، وهنا إذا فسّرت الولاية بالولاية على الأموال والأنفس والأعراض ونحو ذلك فسوف يثبت هذا الحديث هذه الولاية للإمام علي عليه السلام، لكنّه لا يثبت علم الإمام علي بالغيب مثلاً إذا ثبت هذا العلم للنبي، ولا يثبت قدرة الإمام علي على الإتيان بمعاجز إذا ثبت هذا للنبي؛ لأنّ هذه الأمور لا تندرج ضمن مفهوم الولاية بما له من معنى لغوي ودلالي، لاسيما الولاية ذات الصلة بطرف آخر (مولاه).وأمّا مصطلح الولاية التكوينية فهو مصطلح حادث لا يعود إلا لمدّة زمنية محدودة ولا تتداول العرب تعبير الولاية هنا في هذا المجال، فإنّه من تأثيرات مصطلحات المتصوّفة والعرفاء والفلاسفة المتأخّرين لا من المعاني اللغوية ذات الدلالة، فإنّ الولاية عند العرب عندما تكون بمعنى تولّي شؤون الغير ترجع للقضايا القانونية ونحو ذلك فليراجع. وعليه فالحديث له إطلاق من حيث الشؤون الولائية لا من حيث مطلق الشؤون الذاتية، نعم لو قال: عليٌّ له ما لي، وعنده ما عندي، لأمكن فهم ذلك مثلاً.