السؤال: ما هي الأسباب المعرفية والمجتمعية التي أدّت في بعض الفترات الزمنيّة إلى تصنيف الاهتمام بالدراسات القرآنيّة والتفسيريّة نقطةَ ضعف في الشخصية العلمية في الحوزات الدينيّة؟ (رائد الصدر، من العراق).
الجواب: قد تكون هناك أسباب كثيرة، منها: التنامي غير العادي للدراسات المعنيّة بالفقه والأصول، فإنّ هذا الاستغراق في هذين العلمين أخذ حجماً كبيراً من الوعي الاجتماعي داخل الحوزات، وصارت المنافسات العلميّة تتركّز على المجال الذي يشتغل عليه هذان العلمان، كما أنّ النفوذ والتأثير الذي يحظى به الفقهاء في الأوساط الاجتماعيّة يلعب دوره في إقدام عامّة طلاب العلوم الدينيّة على الاهتمام بهذين العلمين وترك غيرهما من العلوم، وشيئاً فشيئاً يتطوّر هذان العلمان فيما تبقى سائر العلوم في وضعها القديم، مما يعطي إيحاء ـ لدى أدنى مقارنة ـ بأنّ تلك العلوم ليست حاويةً لدراسات معمّقة كتلك التي في الفقه والأصول، وهو ما يشعر الطلاب بأنّها ذات درجة أدون من الناحية البحثيّة.