2 ـ 5 ـ 2013م
في مثل هذا اليوم رحل العلامة المفكّر مرتضى مطهري، ورحلت معه تجربة طويلة من النشاط الفكري التنويري.. وبعد زهاء ثلث قرن من رحيله.. يأتي سؤال: أين هي مآلات النهضة والتنوير في العالم العربي والإسلامي؟ فبدل أن يستمرّ التنوير ويتجاوز مطهري.. تراجع! حتى أنّه لم يقف عند مطهري! لم يرضَ به! تراجع! ومن رضي به آثر أو اضطرّ أن يجلس محبنطئاً عنده لا يتقدّم!
حذّر كثيرون من هذه المرحلة، وهذه اللحظة التاريخية البائسة.. لم يسمعهم أحد.. حتى أنّهم ما كانوا يسمعون أنفسهم.. وتحقّقت نبوءة توينبي، وليس سوى إيماني الديني يقول بأنّها لم تتحقّق.. وإلا فالعقل الديني المترهّل اليوم.. وما يجري من سفك دماء، وما سمعناه اليوم ـ إذا صحّ ـ عمّا جرى، لا يؤكّد إلا مقولة توينبي..
يقول توينبي في رسمه البياني لمسيرة الحضارات: تنمو الحضارات بشكل تدريجي لكن سريع.. ثم تسير في خطّ مستقيم طويل.. ثم تنحدر بشكل تدريجي.. وقبل أن تصل للنهاية.. ترتفع مرّةً أخرى إلى أعلى نقطة ممكنة لها.. ثم يكون السقوط المدوّي..
أخشى أن يكون الارتفاع السابق في القرن العشرين قد أعقبه السقوط المدوّي..
أعيد: لولا إيمانٌ في قلبي سبق، ورجال ما زلنا نراهم أنار الله قلوبهم، لما توانيت عن تصديق توينبي في نظريته في الحضارات وتطبيقها على واقع الأمّة الإسلاميّة.. فإنّا لله وإنا إليه راجعون، وإنّا على فراق وعيك يا مطهري ورفاق دربك لمحزونون..