الأربعاء 5 ـ 10 ـ 2016م
بعض الناس يُضعفُ ذمُّ الآخرين ونقدهم لهم ثقتهم بأنفسهم، وبعضٌ آخر يزيدهم مدح الآخرين لهم ثقةً.
قد يكون هذا وضعاً طبيعيّاً متوقّعاً بدرجةٍ ما.
لكن أن تُنهي آراءُ الآخرين حياتَك وفعاليّتك، فهذا خطأ.
وأن يحوّلك مدح الآخرين لك إلى متكبّر مغرور فهي مصيبة.
من اشتغلوا على تربية أنفسهم وبناء ذواتهم بناءً صالحاً وتهذيب أخلاقهم الروحيّة، يزدادون عند المدح تواضعاً وحياءً، ولا يوقف المدحُ تقدّمهم في الحياة، ولا يخدّرهم ليعيشوا نشوة الوصول إلى النهاية.. وهي نشوةٌ واهمة..
لست أتكلّم عمّا تحدّث عنه بعض علماء الأخلاق، من بلوغ الإنسان مرتبة تساوي المدح والذم، بل أتكلّم عن بعض الظواهر التي وجدناها تُنهي حياة أشخاص أغرقهم المحيطون بهم بالمدح، فغرّهم ذلك، وتوقّفوا وسط الطريق، وهم يظنّون في لاوعيهم أنّهم بلغوا النهاية..
أن يمنحك مدح الآخرين ثقةً فهذا جيّد، أمّا أن يُدخلك في جنون العظمة أو في غرور الكبرياء، فهذه آفة يجب التحرّر منها.
من يريد أن يتقدّم عليه ـ مهما بلغ من المكانة ومن العمر ـ أن يشعر دوماً أنّه في بداية حياته يريد تأسيسها وبناءها، كالشاب اليافع الصاعد، فشعور البداية هذا قد يكون مُجْهِدَاً ومؤلماً هنا، لكنّه بالتأكيد منتج.
# | العنوان | تاريخ النشر | التعليقات | الزائرين |
---|---|---|---|---|
123 | هل يزيدك مدح الآخرين لك تواضعاً؟ | 2016-10-07 | 0 | 1371 |