• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
كلمات ومواقف
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
136 هل قوّة اليقين دليلُ وعيٍ وضعفُه دليلُ سفاهة؟! 2016-10-21 0 1665

هل قوّة اليقين دليلُ وعيٍ وضعفُه دليلُ سفاهة؟!

الخميس 20 ـ 10 ـ 2016م
اليقين هو استقرار النفس وطمأنينتها الناتجة عن وضوح رؤيتها للشيء، سواء كانت صائبةً في الرؤية أم مخطئة، وليس هو العلم المصيب للواقع؛ لأنّ اليقين صفة نفسيّة لا معرفيّة عقليّة، وإن صرنا نستخدمه الآن في البعد العقلي.
يخيّل لنا أنّ الشخص الذي لديه قوّة يقين بشيءٍ ما هو أفضل دائماً من الشخص الذي لا يقين له بذلك الشيء، هذا المفهوم له وجهان: وجهٌ نفسي وآخر عقلي معرفي.
1 ـ أمّا الوجه النفسي، فكثيراً ما يكون اليقين ذا آثار نفسية إيجابيّة في الحياة، لهذا نقول: المتيقّن ولو بالباطل قد يكون أهنأ عيشاً من الشاكّ المعذَّب، وكما جاء في (نهج البلاغة 1: 39)، عن علي عليه السلام: (من وثق بماءٍ لم يظمأ)، وترى الشاكّ أو من لا يحمل ذاك اليقين يتمنّى لحظةَ يقينٍ واحدة من المتيقّن. والعكس في هذا كلّه صحيح أيضاً على بعض الصعد.
2 ـ أمّا الوجه العقلي المعرفي، فليس معنى أنّك على يقين هو أنّك أفضل من غيرك معرفيّاً بالضرورة؛ لأنّ اليقين قد يكون ناتجَ الجهل وقد يكون ناتج العلم، فكثير من الناس تجد عندهم طمأنينةً عجيبة لكنّها قائمة على أوهام، ولا صحّة لما يتيقّنون به على أرض الواقع، بينما شكّ الشاكّ أصدق وأكثر انتماءً للعقل من يقين هؤلاء؛ لأنّه أكثر وعياً منهم ومعرفةً ودراية بالحال، وأنّ القضيّة ليست بالبساطة التي يتصوّرون.
وقد يكون العكس صحيحاً، فيكون شكّ الشاك ناتج جهله وعمى بصيرته، فيما يقين المتيقّن ناتج وعيه وسلامة رؤيته.
ما اُريد قوله: إنّ اليقين بما هو يقين لا يدلّ بالضرورة على وعي، والشكّ بما هو شكّ لا يعني الجهل ولا نقطة ضعف دائماً، وإن كان الجميع يصبو ليقينٍ يصيب ولا يخطأ، ليقينٍ يباشر الله به قلوبنا كما جاء في بعض الأدعية، والله هو الحقّ المطلق والواقع المحتوم.
فلا نغترّ بمن يقدّم فكرته بشكلٍ يقيني حتى يخيّل إليك أنّه يرى الحقيقة بوحيٍ منزل، فنفترض أنّه أفضل معرفيّاً ممن يقدّمها بشكل احتماليّ أو ترجيحي، فالقضية لا تقاس بهذه البساطة، وليس فيها جمل مطلقة لا سلباً ولا إيجاباً.
وينتج عن هذا كلّه، أنّ الناس ـ ومنهم كثيرٌ من المتعلّمين وحَمَلة الشهادات ـ تهرب من عذاب التفكير والشك الهادف لبلوغ اليقين الصادق، والعقل المستقيل عند الناس كان وما يزال ظاهرةً يُدمنونها في حياتهم.. ولهذا كلّه لا تحبّ الناس من يكلّمها بطريقة الاحتمال أو الترجيح، إنّها تريد فتوى دائماً، أن تفتيها بضرسٍ قاطع في كلّ شيء وفي كلّ قضيّة معرفيّة، هم لا يحبّون أن تضيء لهم طريقاً ليُكملوه بأنفسهم؛ لأنّ هذا الأمر مُتْعِب ومخيف ومُقلق، هم يريدون أن تكلّمهم لتفتي بوضوح، وتحسم القضيّة لهم فيستريحون؛ لا لأنّ وعيهم العقلي أوصلهم إلى شيء، بل لأنّ استقالتهم العقليّة دفعتهم للاعتماد دائماً على غيرهم وإقامة التفكير على مبدأ الثقة، وليس على مبدأ الاستدلال.
الحسم في الرأي واليقين ضرورتان قاطعتان في كثير من الأحيان، لكن ليس في جميعها.

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36834567       عدد زيارات اليوم : 14856