24 ـ 11 ـ 2012م
كلا؛ فبعض الحوارات تنتج تباعداً بدل أن تنتج تقارباً وتفاهماً. وفي عالمنا العربي والإسلامي، وفي ثقافتنا وتربيتنا، ربما أكثر الحوارات تولد نقيضها داخلها، وتنقلب على غرضها وغاياتها، لهذا لعلّ الأفضل في مثل هذه الحال ـ أحياناً على الأقل ـ ترك الحوار، حتى نرتقي لمستوى أن نكون متحاورين ﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا﴾.
الحوار قيمة تقريبيّة في العلاقات الاجتماعيّة، وقيمة إنتاجيّة في الشأن المعرفي والعلمي، وليس أداةً للتفسّخ الاجتماعي والتردّي الفكري. الحوار كالماء الصافي النازل من السماء ﴿فسالت أودية بقدرها﴾، فلنصلح ذواتنا قبل أن نصلح حواراتنا، وإلا صار ماؤنا وحلاً وطيناً.