27 ـ 4 ـ 2014م
ربما أكون متهماً في حبّي وتوصيفي لمحمد باقر الصدر.. فالرجل أعشقه وأحبّ هدوءه وثقافته وأخلاقه، لكن.. وحتى لا يظنّ ظانّ أنّ لنا غرضاً في الملا صدرا الشيرازي الذي درّستُ فلسفته ولا أعارض وجودها.. بل أدافع عن حقّها الوجودي.. أنقل لكم هذه القصّة لتأكيد الفكرة التي أردتها في منشوري السابق.. وهي: كيف ينبغي أن نتعامل مع الناس أصابوا أم وقعوا في الخطأ؟
حدّثني صديقٌ متابعٌ ومهتمّ وموسوعيّ في قضيّة السيد محمّد باقر الصدر.. قال: كنّا نحقّق ونصحّح كتبه ومحاضراته لإصدار مجموعة أعماله.. فصادفنا تعبيراً يقول فيه موجّهاً خطابه الشفوي لوفد نسوي عراقي: (أنتم يا بنات الزهراء).. قال صديقي: قلت للجنة المؤلّفة من عدّة شخصيّات موقّرة، ومنها علماء معروفو الاسم..: يجب أن نضع هامشاً في أسفل الصفحة للقول بأنّ الصحيح أو الأصحّ هو (أنتنّ) من الزاوية اللغوية العربيّة..
فأجاب أحدهم: كلا.. إنّ الصدر مصرّ على هذا التعبير، وله من ورائه غرض.
قال صديقنا له: لماذا نفسّره هكذا وبدون دليل؟! إنّه تعبير سبق على لسانه لكثرة مخاطبته بالمذكّر..
قال العالم: كلا.. إنّه خاطبهم بالمذكّر عمداً ليشير إلى أنّهن بمنزلة الرجال في الفعل والتأثير الاجتماعي!
وهكذا لا نتحمّل حتى هفوة لسانية عابرة لرمزٍ كبير.. ونصرّ مرّةً أخرى على عصمتهم..
إذا خطّأتُ الملا صدرا أو الصدر، فهذا لا يعني أنّني أضعّفهما؛ بل لأنّي أحبّ لهما أن ينفعا الناس بخلق وجودهما لوعي إنساني.. لا بصيرورتهما مقدّسات تُفقد الناس الوعي.. أحبّ أن أحترمهما وأنا أدرك أنّهما غير معصومين.. لأنّ الاحترام يكون للمعصوم وغيره.. بل هو لغير المعصوم قد يكون أشدّ على النفس.. والله من وراء القصد.