الخميس 29 ـ 9 ـ 2016م
يحاول المتنافسون على كسب القاعدة الشعبيّة أن تكون لهم حصّتهم من هذه القاعدة، وكلّما كبرت القاعدة الشعبيّة لجماعة معيّنة، سعى الآخرون لمحاولة قضم قطعة من هذه القاعدة بأساليب مختلفة.. وهذا شيء شائع ومعمول به في السياسة والدعوة الفكريّة والثقافيّة والدينيّة..
في أيّامنا هذه، لم تعد القاعدة الشعبيّة لما يسمّى بـ (خطّ الوعي)، صغيرة أو محشورة في زاوية، بل صار لهذا الخطّ جمهوره الكبير الذي لم يعد يمكن تجاهله أو تناسيه، بل صار الكثيرون ملزمين بتوجيه رسائلهم له؛ لإرضائه تارةً أو احتوائه أخرى..
ما اُريد أن اُشير إليه ـ ونحن على أعتاب موسمٍ ثقافيٍّ دعوي ـ هو أنّ بعض من هو في الفريق الآخر، ممّن لا يؤمن بالكثير الكثير من أبجديّات ما يُسمّى بـ (خطّ الوعي)، يحاول من خلال تغيير اللغة أو تبديل أسلوب الخطاب، الإيحاءَ بأنّه من مؤمني هذا الخطّ أو روّاده، ربما لغايةٍ يراها نبيلةً، وهي محاولة استيعاب هذا الفريق من الجمهور..
ما يعنينا هو ضرورة الانتباه، وعدم الاغترار بمجرّد تبديل الخطاب السطحي اللغوي أو إرسال إشارات توحي بالاعتدال والوسطيّة والانفتاح والوعي وما إلى ذلك من مؤشرات.. هؤلاء يمكن أن يختبرهم الشارع أو يقرأهم في:
أ ـ اللحظات الحرجة، التي تمثل مفاصل فكريّة لما يسمّى بـ (خطّ الوعي)، حيث لن يجدهم، بل قد يراهم في اللقاءات الخاصّة مع أنصار هذا الخطّ يجاملون، لكنّهم في العلن لا يتقدّمون أيّ خطوة نحو الأمام، خارج الإطار المدرسي الكلاسيكي المحض. والغريب أنّ بعضهم تراه في كلّ مجلس بلغةٍ وقناعة، تبعاً لحضّار ذلك المجلس!
ب ـ البنية الفكريّة التي تظهر من مجموع أعمالهم، حيث سيكتشف الشارع أنّ هؤلاء ـ بعيداً عن بعض المجاملات اللفظيّة ـ ليسوا سوى نسخة أخرى عن أولئك المختلفين مع (خطّ الوعي)، لكن بتعديلٍ بسيط لا يُذكر ولا يمكن المراهنة عليه.. وليست عندهم أفكار تجديديّة حقيقيّة..
لقد شعر بعضُهم أنّ ما يسمّى بـ (خطّ الوعي) صار ظاهرةً كبيرة، وأنّه يجب استقطابهم باستخدام الأساليب اللفظية التي تؤثر فيهم، إنّها وصوليّة تملك غايةً نبيلة من وجهة نظر أصحابها، ولسنا هنا ندين أحداً والعياذ بالله، ولا نتهمه في أخلاقه، لكن ما يعنينا هو أنّها لا تكشف عن حقيقة الموقف الفكريّ عند هؤلاء..
والمؤمن كيّسٌ فَطن..
# | العنوان | تاريخ النشر | التعليقات | الزائرين |
---|---|---|---|---|
117 | من يريد قضم قطعة من جمهور (خطّ الوعي) | 2016-10-01 | 0 | 1283 |