18 ـ 3 ـ 2013م
جاء في صحيحة ابن فضال على المشهور، عن الإمام الرضا عليه السلام أنّه قال: «.. صعد النبي المنبر فقال: من ترك ديناً أو ضياعاً فعليّ وإليّ، ومن ترك مالاً فلورثته، فصار بذلك أولى بهم من آبائهم وأمّهاتهم، وصار أولى بهم منهم بأنفسهم..» (علل الشرائع 1: 127؛ ومعاني الأخبار: 52؛ وعيون أخبار الرضا 1: 91).
الحديث يقرّر أنّ ولاية النبي على المؤمنين والتي وردت بنصّ الكتاب الكريم جاءت عقب إعلانه أنّه يتكفّل بديون الناس وضياعهم ـ أي أولادهم الفقراء الذين لا راعي لهم ـ يشير هذا إلى أنّ الولاية متفرّعة على التصدّي وإعطاء المسلمين حقوقهم (الاقتصادية بالحدّ الأدنى).
يقول الحديث: إنّ النبي بعد هذا صار أولى بهم من أنفسهم.. ويقول بأنّ النبيّ لمّا قام مقامهم في رعاية أبنائهم وديونهم صارت له هذه الولاية.. هل يمكن أن نفهم أنّ الولاية ليست شأناً خاصّاً بالسمات الشخصيّة للحاكم فقط.. بل هي أيضاً على علاقة وطيدة بمقدار قيامه بمراعاة مصالح المسلمين وتأمين حاجياتهم؟! فإذا كان له هذا الدور استحقّ أن يتولّى أمورهم أمّا إذا لم يكن له ـ بمقدار مكنته ـ فلا فعليّة لولايته مهما بلغ من العلم والإيمان في حدّ نفسه.. بل عليه أن يثبت بالتجربة عطاءه للمسلمين أيضاً، بعد العلم والإيمان، ثم يقول أنا في مستوى أن أكون مديراً لشؤونهم..
سؤال أتركه لنفكّر فيه، ولست أخرج هنا بنتيجة نهائية، لكنّني استغربت أنّ الفقهاء تناولوا هذه الرواية عند الحديث عن سلب ولاية الزوج أو الأب بعد تخلّيه عن النفقة.. لكنّهم لم يشيروا ـ غالباً ـ إلى أنّ الموضوع ورد بالأساس في ولاية المسلمين العامّة وإدارة المجتمع الإسلامي..