14 ـ 8 ـ 2016م
لا تحتاج في بعض الأحيان الى الكثير من الذكاء كي تتوصّل إلى فكرة جديدة أو معطى جديد أو ترى شيئاً جديداً في موضوعٍ ما، بل عليك فقط أن تغيّر موقعك من الموضوع، وهناك قد ترى أشياء لم تكن رأيتَها من قبل..
يُشبه هذا الأمر شخصاً واقفاً على تلٍّ مرتفع وآخر يقف في الأسفل، فقد يرى من يقف على التلّ أشياء لا ينتبه إليها الواقف في الأسفل، ليس لأنّ الواقف على التلّ أنبه وأفطن، بل لأنّه غيّر موقعه بالقياس الى الشيء المرئيّ..
يقول المناطقة: إنّ حاجة أمر ٍ ما إلى جهدٍ جسدي مثلاً لا يحوّله موضوعاً نظريّاً معقّداً بالضرورة، والأمر هنا على هذه الوتيرة..
ويخيّل لي أنّ مجموعة من الكتابات التي سُطرت حول الدين والإسلام في العصر الحديث، خاصّة ما كتبه بعض المستشرقين، لم تأت بجديدها دوماً من خلال عمقٍ بالغ في الرؤية، بقدر ما أتت ـ أحياناً ـ من خلال تغيير الزاوية، والوقوف في مكان آخر غير الذي اعتدنا الوقوف فيه..
إنّ موقعك من الموضوع وإن لم يكن زيادة في الفطنة والذكاء أحياناً، لكنّه بنفسه يحتاج إلى مقدّمات.. وإرادة..
الرحمة الكثيرة على والديك يا استاذ حيدر فعلا عندما يغير الانسان او الباحث موقعه يتنبه الى امور قد تصل الى حد المفاجئة بل الصدمة وهو انه يرى اشياء لم يكن يراها وهذا الامر ليس مختصا بفرع بل يشمل العقائد والاصول والفقه والاخلاق وخصوصا النظرة الى التراث وما يحمل