الثلاثاء 18 ـ 7 ـ 2017م
جاء في كتاب (جرعه اى از دريا ج 1، ص 525) ـ بالفارسيّة ـ للمرجع الديني المعاصر السيد موسى الشبيري الزنجاني حفظه الله، قصّةٌ طريفة، في حوار جرى بين الآخوند الخراساني صاحب كتاب (كفاية الأصول) الشهير، والآغا رضا الهمداني صاحب كتاب (مصباح الفقيه) الشهير، وحاصل القصّة على الشكل التالي:
التقى الطرفان، فقال الخراساني للهمداني: أنت محترف بارع؛ حيث تنقل الموضوعات والبحوث المعقّدة ذات التخصّص العالي للآخرين بلغةٍ مفهومةٍ ميسورة، بحيث يستطيع الآخرون فهمها.
فأجابه الشيخ الهمداني: إنّ فنّك واحترافك وخبرتك أكثر منّي؛ لأنّك تأتي بموضوعاتٍ من المستوى العادي، لتصوغها بعبارات معقّدة، فترفعها عالياً، حتى لا يكاد يفهمها أحد. انتهت القصّة.
لا تهمّني الأسماء ولا صدقيّة القصّة ومديات دقّتها، بقدر ما يهمّني أن لا نكون ضحايا لغة الكُتّاب والإعلام، والتي تقوم بتغريرنا بعمقِ أو جدارة فكرةٍ ما، فكثيراً ما تكون الفكرة عاديّةً، لكنّ اللغة أو المؤثرات الحافّة تأسرك حتى تدفعك إلى تقويمٍ غير دقيق، والعكس صحيح، إنّها ـ لو سمحتم لي أن أستعير استعارةً ما تعبيرَ الفيلسوف النمساوي لودفيغ فتغنشتاين (1951م) ـ (لعبة اللغة أو الألفاظ)، والتي تصبح هنا أقوى من لعبة المعاني.
في موضوعنا: القويُّ هو من يقدر على التحرّر من اللعبة اللفظيّة أو الإعلاميّة بشكل عام، ليلامس المعنى عارياً هذه المرّة، فيدركه بحجمه الحقيقي.
السلام عليكم
تحية وسلامي للشيخ حب الله انا زميل الشيخ في دورة اللغة الفارسية قبل تقريباً 18 سنة.