12 ـ 1 ـ 2013م
قبل حوالي خمس سنوات تقريباً اقترحتُ على أحد مراكز الدراسات في لبنان اقتراحاً، تسبّبت الظروف ـ ربما ـ في عدم ولادته. أن تكتب سلسلة مؤلّفة من كتب مختصرة ومركّزة ومكثّفة بعدد البلدان الإسلامية، تعرّف في كلّ بلد بمشهده الثقافي ومساراته وتحوّلاته واتجاهاته الفكرية خلال العقد الأخير بالخصوص، وكذلك برجالاته المفكّرة ومراكزه وتحوّلات المعرفة والانتماء فيه. لا تدور هذه السلسلة حول أشخاص أو رموز، بل حول مشاهد ثقافية. ثم تكون هذه السلسلة مادّة لقراءة عامّة مكثفة أيضاً للمشهد الثقافي في العالم الإسلامي وتواشجاته. ويصار لتدوين هذه السلسلة كلّ عقد أو أزيد من الزمن، ليتعرّف المثقفون أكثر فأكثر على بعضهم، وعلى تموّجات الثقافة في العالم الإسلامي، مصداقاً لقوله تعالى: ﴿لتعارفوا﴾، دون أن يفرض هذا المقترح علينا قطيعةً مع المشاهد العالميّة الأخرى المتواشجة معنا.
مشكلتنا أنّنا ننظر للآخر عندما تظهره عدسة كاميرا السياسة، مثل ما حصل مع تركيا وإيران. لقد شاركت عام 2011م في مؤتمر دولي في اسطنبول، وأدركت أنّ إخوتنا الأتراك ساروا مشواراً طويلاً في قضايا الإسلاميّات، وأنّنا أغفلناهم كعادتنا حتى ظهر نجم قوّتهم السياسي، فسمعنا صوتاً يطالب بالتعرّف عليهم!!
إنّه مجرّد اقتراح قد تكون له صيغ متعدّدة وأشكال تطبيقية متنوّعة، أتمنى أن يسمعه أو يراه من له القدرة والتأثير، ليرى المشروع معه النور. وإنّني مجرّد مقدّم للاقتراح ولست مجرياً له ولا بصدد ذلك. والله من وراء القصد.