• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
كلمات ومواقف
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
131 كلمتان حول المشكلة الأخيرة في (الشعائر) 2016-10-15 2 9192

كلمتان حول المشكلة الأخيرة في (الشعائر)

الجمعة 14 ـ 10 ـ 2016م
بعد الأزمة التي انفجرت هذا العام حول قضيّة (الشعائر الحسينيّة)، خرجت من بين الفضاء (التقليدي المنبثّ داخل التيّارين: الثوري والشعائريّ معاً) أصواتٌ تدعو من جهةٍ للوحدة، ومن جهةٍ ثانية لمراعاة أخلاق الاختلاف، ومن جهةٍ ثالثة لاحترام تقليد كلّ واحد منّا وقناعة الآخر والرأي الآخر، وعدم الاجتراء على العلماء والفقهاء ورموز كلّ فريق..
أصوات طيّبة تعبّر عن مستوى إيماني جيّد ووعي اجتماعي مطلوب، ونسأل الله التوفيق لأصحابها، وعندي كلامٌ كثير هنا، أكتفي منه بكلمتين فقط ـ وأعتذر مسبقاً عن الإطالة ـ:
الكلمة الأولى: نحن مع هذه الأصوات، وننتصر معها لمراعاة أخلاقيّات الاختلاف وأدب الحوار، واحترام الآخر، ولطالما تكلّمنا في هذا الموضوع الذي نعتبره من أهم مشاكل مجتمعاتنا وما يزال.
وفي هذا السياق نحن ـ ورغم بُعدنا الشاسع عن التفكير الذي ينتصر له بعض الشعائريّين اليوم ـ نرفض الاتهامات العشوائيّة ضدّهم، كما نرفضها ضدّ غيرهم، خاصّةً تهمة التخوين والعمالة عندما لا تكون مرفقةً بدليل، فإنّ إطلاق مثل هذه التهم على الملأ العام من دون دليلٍ ظاهرٍ يخلق ثقافةً غير صحّية في إدارة الاختلاف، وإذا لم يكن يمكنك الآن أن تكشف أدلّة التخوين والاتهام بالعمالة، فالأفضل أن لا تتّهم علناً، حتى لو كنتَ في الواقع تملك تلك الأدلّة؛ لأنّك بذلك تروّج لثقافة سلبيّة جداً في الاختلاف، وتسمح لاحقاً لكلّ من (هبّ ودبّ) أن يتّهم بالعمالة والخيانة كلَّ من اختلف معه في الفكر والرأي. فلنبتعد عن هذا النمط ونرجع لحوارٍ أكثر هدوءاً في هذا المجال، ونترك للسلطات القضائيّة (المستقلّة) أن تعمل بعدالة، ووفقاً للأدلّة والقرائن. علماً أنّ هناك فرقاً دقيقاً بين توظيف العدوّ لفعلٍ ما صدر منّي، وبين كوني عميلاً له وموظّفاً عنده.
أنا لا أنفي التهمة عن أحد، ولا أستبعد أبداً أن يكون هناك فريق مخترَق مخابراتيّاً، لكنّني حريص أيضاً على أن لا نُطلق التهم المباشرة وعلناً دون دليل مرفق، حتى لو كان لنا تاريخُنا النضالي والجهادي الطويل والمشرِّف، خاصّةً وأنّ بعض من يُطلق مثل هذه التهم يعمل على رأس الهرم في التقريب بين المذاهب الإسلاميّة.
الكلمة الثانية: كنت أتمنّى من بعض أولئك الذين يدعون اليوم للهدوء واحترام قناعات بعضنا بعضاً أن يقولوها قبل عقدين من الزمن أو أكثر، عندما فتح بعضُهم في الساحة أبوابَ جهنّم على علماءٍ يراهم جمهورٌ كبير من المؤمنين رموزاً أو مراجعَ تقليد. أين كان دعاة الحوار واحترام القناعات المختلفة وترك كلّ إنسان وتقليده، عندما اُعلنت الحرب الرهيبة على العلامة الفقيد السيد محمّد حسين فضل الله رحمه الله؟! وكثيرٌ منهم (ومن الشعائريّين) كانوا مساهمين في تلك الحرب التي مزّقت الكثير من المجتمعات الشيعيّة. وبقدر ما كنتم تنافحون عن المذهب، يرى خصومكم اليوم أنّهم بمهاجمة ما يعتبرونه (شعائر مخترعة) ينافحون أيضاً عن المذهب وعن هويّته وجوهره.
كنتُ متشوّقاً أن أسمع صوتهم حينها، وموقفهم من التحريض ومسلسل الاتهامات والتجديف ـ قبل ذلك وبعده ـ ضدّ العلامة السيد مرتضى العسكري رحمه الله (تحدّث مناقشاً حول اللعن في زيارة عاشوراء)، والمفسّر الشيخ الصادقي الطهراني رحمه الله (منهجه القرآني المعروف)، والفقيه الأخلاقي الشيخ الاشتهاردي رحمه الله (كلامه حول التشكيك في ما يُعرف برزيّة يوم الخميس)، والفقيه الأخلاقي البارز الشيخ عزيز الله خوشوقت رحمه الله (التشكيك في أصل وجود السيدة رقيّة بنت الإمام الحسين، وأنّها ابنة شخص آخر كان في كربلاء)، والعلامة الشيخ حسين الراضي ـ فرّج الله عنه ـ (مناقشاته في زيارة عاشوراء والغلوّ واللعن وغير ذلك)، وغيرهم إلى يومنا هذا، في قائمةٍ طويلة يبدو أنّها لن تنتهي. وبعض هذه الفتن كان بوجهٍ سياسي فيما بعضها الآخر بوجهٍ ديني.
إذا كان احترام الرأي الآخر مبدأ حقيقيّاً في نفوسنا، فعلينا أن نطلب المسامحة من الله على ما اقترفه بعضُنا تجاه مثل هؤلاء الأشخاص، من تعاملٍ غير أخلاقي معهم، وإلا فعلينا أن نترك هذه اللعبة الآنيّة، لنبحث عن حلول أكثر جذريّة نكون فيها متصالحين مع أنفسنا أكثر، ولا نفعل ما يفعله بعض الإسلاميّين ـ كما يقول العلامة السيد محمّد حسن الأمين ـ في صعودهم على سلّم الديمقراطيّة، فإذا بلغوا القمّة رموا بالسلّم بعيداً، حتى لا يرتقي غيرهم للسلطة بعد ذلك.
إذا كان بعض الشعائريّين اليوم وغيرهم، باتوا ينادون بحريّة الرأي؛ ليحموا أنفسهم من الغضب وأشكال الاحتجاج، فأتمنّى عليهم أن ينادوا بحريّة الرأي لمن غضبوا وما يزالون يغضبون هم عليه بقسوةٍ وشدّة، فإذا كان يحقّ لك أن تجتهد في التعبير عن ولائك وتفتح النار على غيرك لتُخرجه من الدين والمذهب والولاء، وتصف كلّ من يختلف معك في الرأي بأنّه جاهلٌ واُمّي ولا يفقه شيئاً، متصوّراً أنّك تملك حصانةً من أهل البيت النبويّ في تعاملك هذا مع غيرك، فعليك أن تتوقّع ـ أحببنا ذلك أو لم نحبّ ـ أن يتعامل خصومُك معك بهذه الطريقة في لحظة غضبهم، ومن يطرق الباب لابدّ أن يَسمع الجواب.
دعوتي لنفسي ولغيري: فلنكرّس ثقافة الاجتهاد المفتوح المتنوّع، ولنحترم ما توصّل إليه الآخرون، ولنناقش كلّ من لا نؤمن بقناعاته مناقشةً أخلاقيّة مفتوحة، ولنعمل سويّةً على رفع مستوى الوعي العام، ولنتّهم كلّ من يُدان أخلاقيّاً أو وطنيّاً بالأدلّة الدامغة، ولنعبّر عن رفضنا بطرق الاحتجاج الديمقراطي المختلفة دون عدوانيّة على أحد، ولندافع عن قناعاتنا بشرف، ولنترك اللعب بالشعارات التضليليّة.
وبمحبّةٍ أقول لإخواني فيما يسمّى بخط الانفتاح والتجديد والنقد: لا يهمّ ـ إخواني وأخواتي ـ أن ننتصر في الحرب فقط، المهم أيضاً أن نمارسها بشرف وضمير وأخلاقيّة. ضميرُنا في الصراع هو رسول الله الذي صفح في لحظة قوّته عن طلقاء مكّة، وعلي بن أبي طالب الذي سقى عدوَّه الذي منعه من الماء، والحسين بن علي الذي سقى الماء لمن جعجع به في الطريق وكان يسير به تدريجيّاً نحو الموت.. كلّنا ذاهبون إلى حفرةٍ صغيرة، والفائز فيها من حمل قلباً سليماً وروحاً متسامية وأخلاقاً عالية وعملاً صالحاً، وليس من فَعَلَ بخصومه ـ منتقماً ـ ما فعلوه فيه في لحظة ضعفه، ولا من تجاوز الأخلاق عندما صار قويّاً، فالأخلاق جهد العاجز عندما نُلقيها جانباً في مرحلة القوّة، فلا تكرّر خصومَك في نفسك وقد انتقَدتَهم على أساليبهم ضدّك، خاصّةً أسلوب التسقيط والبهتان وإلقاء الشائعات غير المؤكّدة.. فلنوقف انفعالنا النفسي غير المنضبط، ولنطلق مكانه ثورتنا العقليّة النقديّة القادرة على صنع التغيير، إن شاء الله.
قد لا يُعجب كلامي بعضَ إخواني الذين يعتبرون ما يحصل فرصة ذهبيّة للانقضاض، لكنّني أرجو أن أكون قد قلتُه لله، ولله وحده.

2 تعليق

  1. يقول ناجي:
    2016-10-15 18:55:05 الساعة 2016-10-15 18:55:05

    اولاً: الدعوة للمحافظة على العلاقات الداخلية وعدم احداث انشقاق داخلي وعدم التعدي على القادة المراجع ليس لاحساس طرف ان طرفا ضعيف أو في موقع الضعف
    إنما هو لاحساسهم بالمسؤولية أمام الله تعالى واحساسهم باهمية المحافظة على الكيان الشيعي من التصدع الداخلي.

    ثانيا: إن دعوة كل إنسان للالتزام برأي فتوى من يرجع اليه ليست وليدة اليوم لصد الكذب على الآخرين تارة بالعمالة لبريطانيا أوتارة بالعمالة لأمريكا وثالثة بأنهم هم من أسس الطقوس الخرافية خصوصا أن غالبية الفقهاء من القديم والحاضر وبالخصوص غالبية مراجع النجع كالسيد الحكيم والشيخ الفياض والشيخ بشير النجفي يقولون باستحباب التطبير أو جوازه

    ثانيا: هناك فرق بين عمل المراجع والمجتهدين وبين عمل عموم الناس وإن كانوا طلبة علم، ومن تصدى للسيد فضل الله خصوصا هم المراجع ومجتهدين ثم تنزل منهم لعموم الناس، ومع ذلك رفض الشيرازي اصدار فتوى ضده، ومع هذا نقول أن هذا الامر الذي يطرحة الشيخ حب الله لا يجري فقط على الشيرازي بل ايضا على ولي الفقيه ومن هو في خطه فلماذا لم نر منهم رفضا لما حصل لفضل الله وغيره؟!

  2. يقول حسين الحاج:
    2016-10-17 20:38:08 الساعة 2016-10-17 20:38:08

    السلام عليكم

    يبدو أنها الكلمة الاكثر أخلاقية لحد الان في الاثارة والنزاع حول موضوع الشعائر مع بعض الملاحظات ،

    1- الملاحظ أن عملية الاثارة وتوجيه الاتهامات وتعبئة الصحف وبعض القنوات لا تبدو تلقائية بل يبدو أنه هجوم يسير وفق مخطط مسبق.
    2- الهجوم للاسف يعبر عن سقوط أخلاقي ، حيث أن المهاجمين يحاولون الايحاء أن المرجعية الشيرازية هي المعنية فقط بموضوع الشعائر والتطبير ، والحقيقة أنهم يخشون المواجهة مع زعامة الحوزة في قم المتمثلة في الشيخ الوحيد ، وكذلك مع فقهاء حوزة النجف الكبار الفياض والنجفي والحكيم الذين يعتبرون يعتبرون اقامة تلك الشعائر أمرا مستحبا.
    3- في موضوع السيد فضل الله رفض السيد الشيرازي الراحل التوقيع على عريضة التضليل والتفسيق التي دشنتها حوزة قم ضد السيد فضل الله وفضل السيد محمد الشيرازي ميدان المناجزة العلمية وقدم للعالم موسوعة : من فقه الزهراء.
    4- أجزم أنك ستخسر نصف عمرك لو أنك قررت البحث عن أي اساءة تجاه أي عالم دين قامت بها المرجعية الشيرازية المتمثلة في المرجعين محمد وصادق الشيرازي ، ولا أتكلم هنا عن الاتباع ولا أدعياء التبعية ، فكل المراجع لديهم أتباع لا يمثلون أخلاقهم ولا سلوكهم.
    5-صحيح أنه كان عليى الناس الدعوة للركون للمراجع في كل قضايا الاختلاف الأن أو قبل عشرين عام ، لكن تذكر أن الخلاف مع السيد فضل الله دشنته مراجع من الاعلى لقاعدة المقلدين والاتباع وليس العكس ، وطبعا السادة الشيرازي لم يصدر منهم أي بيان أوفتوى اساءة أو توهين لاي شخص ، وكانت فتاويهم في الموضوعات وليس الاشخاص.
    6- صحيح أن مرجعيات قم اتخذت موقفا عقائديا من أراء السيد فضل الله ، لكن الايرانيين ركبوا الموجة لاسقاط السيد فضل الله على اعتبار أن مرجعية السيد طرحت تزامنا مع طرح مرجعية سيد خامنائي الامر الذي اعتبره الايرانيين اضعافا لمشروع تنصيب السيد خامنائي مرجعا وولي أمر للمسلمين.
    7- بدا السيد حسن صغيرا جدا وهو يتورط في هذه المسائل الخلافية الفقهية ، ودخوله للاسف حولها من خلافات فقهية الى صراعات جاهلية.
    8- الملاحظة الاخيرة ، لايمكن انجاز التهذيب في الشعائر أو غيرها من خلال ارتكاب السقوط الاخلاقي ونشر الاكاذيب وبث الفتن ، لابد من تقديم نموذج أخلاقي علمي رفيع رفيع يستطيع انجاز الحضور في ضمير الامة أولا ولديه القدرة على احتضان الجميع بابوية تامة ليمكنه التأثير.

    تقبل تقديري واحترامي لانجازاتك العلمية والاخلاقية

    حسين الحاج – البحرين

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36701317       عدد زيارات اليوم : 3656