• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
كلمات ومواقف
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
166 قصّة تثير الانتباه، تتخطّى شعارات التقريب بين المذاهب 2016-12-06 0 3938

قصّة تثير الانتباه، تتخطّى شعارات التقريب بين المذاهب

الاثنين 5 ـ 12 ـ 2016م
كنتُ في حديثٍ مع صديقنا العزيز الفاضل الشيخ السلماسي حفظه الله، وكان يحدّث عن حياة أهل منطقتهم (سلماس)، وهي المدينة الآذريّة التي تقع في أقصى الشمال الغربي الإيراني قريباً من الحدود مع تركيا. أثارني في حديثه قصّة معبّرة، قال بأنّ علاقات أبناء المذاهب مع بعضهم في تلك المنطقة تعدّ متميّزة، ولست أدري ما إذا كانت الأوضاع الرائعة التي يذكُرها ما تزال قائمةً إلى اليوم بعد أن أطلّت الفتنةُ الطائفيّة بقرنيها في بلاد الشرق، وانتشر دعاة الفتنة ـ من بعض الشيوخ والسياسيّين وغيرهم ـ في البلدان، يزرعون فيها التشظّي والحقد، ويجعلون عِزّة أهلها ذِلّةً، وكذلك دوماً يفعلون.
يقول صديقُنا السلماسي: كنتُ في بيت والدي في مدينتنا الشديدة البرد قبل سنوات، نُجري حديثاً عائليّاً، فطرق الباب طارقٌ، فقام والدي ليرى ما الأمر، فإذا به جارنا (السنّي المذهب)، يتحدّث مع والدي على الباب، وبعد دقائق قليلة، عاد والدي وجلس حيث كان.
سألتُه ـ والكلام للشيخ السلماسي ـ: ماذا كان يريد منك جارُنا (السنّي المذهب)؟ قال: كان يقول لي بأنّ خاطباً تقدّم لابنته بهدف الزواج، وأنّ أسرة جارنا وافقوا عليه، فجاء يريد أن يستأذنني في أن يزوّج ابنته من خاطبها، ويطمئنّ إلى أنّه ليس عندي مانع من ذلك! (انتهت قصّة شيخنا السلماسي العزيز).
ماذا تعني هذه القصّة؟! وأظنّ بأنّ مثلها وقع في بلاد العالم الإسلامي في لبنان والعراق وسوريا وغيرها.
إنّها بنظري تعني أنّ مستوى العلاقات الاجتماعيّة الاندماجيّة بلغت حدّاً أنّ ربّ الأسرة السنّي المذهب، يؤمن بمفهوم الأخ والجار والصديق إيماناً عميقاً، إلى حدّ أنّه يرى جاره الشيعي المذهب أحد كبار أفراد اُسرته، فيستأذنه تأدّباً وتخلّقاً في تزويج ابنته من خاطبها، ولم يكن ذاك ليحصل لولا أنّ أخلاق جاره (الشيعي المذهب) كانت هي الأخرى ممتازة معه.. إنّه مستوى من التلاحم الاجتماعي الممتاز الذي لا يرى في الاختلاف المذهبي أيّ موجب لرفع جدران القطيعة عاليةً بين الاُسر والعوائل والإخوة والأصدقاء والجيران والزملاء، فكلّهم اُسرة واحدة، وكبارهم كبار الاُسر كلّها.
هذا هو معنى ما تحدّثنا عنه أكثر من مرّة، من أنّ إحدى بوّابات التقريب الأساسيّة هي البوّابة الاجتماعيّة، والاندماج الاجتماعي الطبيعي تحت مفهوم أبناء المدينة الواحدة، وأبناء القرية الواحدة، وأبناء البلد الواحد، وأبناء الدين الواحد، وأبناء اللغة الواحدة و..
الاندماج الاجتماعي مقصدٌ أساس هنا، عبر التزاور، والتصادق، والتجاور، والتزاوج، والمشاركة الاقتصاديّة، والتعاون والتكافل الاقتصادي، والمشاركة في المناسبات الدينية والاجتماعيّة المتبادلة، وحمل الهموم المتبادلة، والوقوف جنباً إلى جنب في القضايا المشتركة سياسيّاً واجتماعياً ووطنيّاً وإنسانيّاً، والتعامل كوحدة واحدة، وفي الوقت عينه يحترم كلّ فريق عقائد الآخر ووجهات نظره، ولا يعتدي على مقدّساته ولا يجرح مشاعره.
هل ستُشرق شمس هذا الاندماج يوماً على بلاد المسلمين أو أنّها غربت إلى غير رجعة، إلا قُبيل قيام الساعة أو في آخر الزمان، حيث جاء في الرواية أنّ الشمس تُشرق من مغربها؟ وكأنّ ما غرُب وذهب من الصالحات في حياة المسلمين، سوف يعود آنذاك من حيث ذهب.
جاء في الحديث الشريف: (مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد إذا اشتكى منه عضوٌ، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمّى) (صحيح مسلم 8: 20؛ وانظر: النوري، مستدرك الوسائل 12: 424).
أملنا بالله كبير، وبجهود كلّ المخلصين للعمل، وعدم اليأس؛ للوصول إلى الحدّ الأدنى من المنشود والمأمول، والله وليّ التوفيق.

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36829196       عدد زيارات اليوم : 9482