31 ـ 12 ـ 2013م
وجهٌ من وجوه إحياء ذكرى وفاة الرسول الأكرم.. ووجهة نظر متواضعة
ذكر القرآن الكريم أنّ قصص الأنبياء فيه هي للاعتبار، وأنّ في قصص القرآن لعبرة.. قال تعالى: ﴿لَقَدْ کانَ في قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبابِ..﴾ (يوسف: 111).
والعبرة من العبور.. أي أنّك تأخذ الشيء معبراً لشيء آخر.. فقصص الأنبياء وغيرهم ليست قيمتها في ذاتها.. بل قيمتها في العبور منها نحو الاهتداء بها.. قال سبحانه: ﴿..فَبِهُداهُمُ اقْتَدِهْ..﴾ (الأنعام: 90).
ولكنّنا صرنا اليوم في أكثر من موقع نعيش قصص الأنبياء والأوصياء لنغرق في القصّة نفسها.. وفي أحداثها.. وفي وقائعها.. وفي تساؤلات غير ضروريّة حولها.. لا لنعبرها إلى حيث المقصد الذي جاءت القصّة لتكون جسراً إليه.. حتى لتجد من يسأل: ما اسم الكلب الذي كان مع أصحاب الكهف!
ولهذا كانت قصّة رسول الله بنفسها وبكلّ ما فيها من تجارب.. معبراً للهداية والقدوة والعمل واستخلاص المفاهيم.
قال تعالى: ﴿وَما مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِکُمْ..﴾ (آل عمران: 144).
فلتكن ذكرى وفاة رسول الله ذكرى العبور نحو قيمه ومفاهيمه وتعاليمه، ولنتحدّث عنها أيضاً بدل أن نستغرق في الحديث عن الحدث التاريخي، فالحدث مقدّمة لا غير، يهتمّ به المؤرّخون لإثباته، أمّا المؤمنون فيأخذونه ليعبروا به إلى الكمال المنشود.
عظّم الله أجورنا جميعاً بوفاة رسول الله صلّى الله عليه وعلى آله وسلّم.