في سياق المقارنات مع الفكر العالمي
الثلاثاء 7 ـ 7 ـ 2020م
في أجواء الذكرى السنويّة العاشرة لرحيل العلامة السيّد محمّد حسين فضل الله، أحببت أن أشارك بفكرة بسيطة، وليست جديدة.
شاركتُ مؤخّراً ـ بصفة أستاذ مناقِش ـ في جلسة مناقشة (تصميم) أطروحة دكتوراه، لأحد الطلاب الجامعيّين في جامعة الأديان والمذاهب، في اختصاص مقارنة الأديان، وكان موضوع ورقة التصميم البحثي: «حوار الأديان من منظور اللاهوت الثقافي، قراءة مقارنة تحليليّة وتقويميّة في ضوء أعمال كلّ من بول تيليش (1965م) والعلامة فضل الله (2010م)». لقد استفدت شخصيّاً من هذا اللقاء.
ما يلفت نظري هو أنّنا لم نشتغل بما فيه الكفاية على دراسة رموزنا الفكريّة والدينية من منظور المقارنة مع الفكر العالمي، وغالباً ما كانت المقارنات داخل مذهبيّة أو داخل إسلاميّة، أو فلنقل: محليّة، من هنا أجد من الضروري أن نقرأ فكرنا من خلال قراءة فكر رموزنا في سياق التحليل والمقارنة مع الفكر العالمي؛ لأنّ ذلك سوف يساعدنا أكثر على فهمهم من جهة، وتحديد الإضافات النوعيّة الحقيقيّة التي قدّموها من جهة ثانية، وتخفيف لهجة المبالغة ـ على هذا المقلب أو ذاك ـ التي قد يستخدمها بعضنا أحياناً من جهة ثالثة، فتنوّع المقارنات يمكنه أن يرينا في الشخصيات وجوهاً وزوايا لم نكن نراها من قبل، فنقدّرهم أكثر ونعيهم بشكلٍ أصحّ، ونصنّفهم في سياق مسارات تطوّر الفكر البشري المعاصر بشكل أدقّ.
لهذا نصيحتي لنفسي وكلّ الإخوة والأخوات والأصدقاء، أن يهتمّوا في أعمالهم الجامعيّة والحوزويّة، عندما يريدون دراسة شخصيّات أو أفكار، بإجراء مقارنات تتخطّى دوائرنا المحلّيّة.