الخميس 13 ـ 10 ـ 2016م
حتّى لا نبدأ دائماً من الصفر، ولا ننطلق وكأنّنا لوحدنا في هذا العالم، علينا أن نتعرّف على تجارب غيرنا ونراكم..
ظواهر الإلحاد واللادينيّة والربوبيّة (المذهب الطبيعي)، ظهرت في الغرب منذ قرون، وهي تتنامى منذ عدّة عقود، وقد خاضَ الإيمان المسيحي وغيره حواراً طويلاً معها، وأنتج هذا الحوار سلسلة تجارب كبيرة تركت لنا إرثاً عظيماً.
كما ظهرت تيارات مثل هذه في التاريخ الإسلامي القديم والحديث، فيما عُرف بـ (الزنادقة والدهريّين ومنكري النبوّات)، وكتب العديد من العلماء كتابات ضخمة ومهمّة في الردّ على هذه الفئات ومناقشتها، بل شهدنا كتابات عديدة في القرنين الأخيرين بهذا الصدد، منذ السيد جمال الدين وحتى عصرنا الحاضر.
أقترح في سبيل تطوير الحوار مع ثلاثيّة (الإلحاد واللادينيّة والربوبيّة) أن نستفيد من تجارب التراث الإسلامي من جهة، وتجارب التاريخ الغربي الحديث من جهة ثانية، فيُعاد طباعة كتب التراث الإسلامي التي دُوّنت بهذا الصدد مع التعريف بها من ناحية، كما يُصار إلى ترجمة المنجَز الغربي المسيحي وغير المسيحي في هذا الإطار من ناحية ثانية، فإنّ ذلك يساعد على مراكمة الخبرات، كما يساعد ـ خاصّةً المنجز الغربي ـ على التأثير في الطرف الآخر.
والحمد لله، بذلت خلال العقود الثلاثة الأخيرة جهود مشكورة في هذا الصدد، من ترجمات وإعادة طباعة بعض الكتب الإسلاميّة القديمة والترويج لها، ونأمل أن تُرصد الأموال والخبرات، ويتوفّر الكادر البشري والإمكانات التقنيّة لتفعيل هذا المشروع على جبهتيه المشار إليهما أعلاه.
لكن، عندما نقول ذلك، لا نقصد أنّ هذين التراثين: الإسلامي والغربي، يمكن أن يكفيانا المهمّة، بل هما مجرّد مراكمة خبرويّة، وإلا فالأدوات والمقولات وطبيعة المناقشات حدث فيها تطوّر كبير، وما يزال، فيُرجى الانتباه، حتى لا يأتينا شخص يناقش ملحداً بطريقة عقليّة جامدة، وبلغة ألف سنة سابقة! فهذا الموضوع صار متشابكاً بين الفلسفة والعلم والدين، مهما كان موقفك من هذا التشابك، ومن ثمّ فعليك إدراته بطريقة جامعة، وليس من الصحيح أن نهزأ بالجانب غير الفلسفي منه، كما هزأ ابنُ سينا الذي أقام الطبيعيّات على الفلسفة العقليّة، من أبي بكر الرازي الذي أراد أن ىقيمها على التجربة، وفقاً لرأي بعض الباحثين.
# | العنوان | تاريخ النشر | التعليقات | الزائرين |
---|---|---|---|---|
130 | فلنستفد من تجارب الآخرين في الحوار مع (الإلحاد واللادينية والربوبيّة) | 2016-10-14 | 0 | 1299 |