21 ـ 7 ـ 2013م
الذائقة لا تكون بالاعتياد على طعم واحد بل بخبرة تنوّع الأطعمة، فعندما ننظر إلى الأشياء بعيون النقد فقط فسوف نرى أوسع البيوت ضيّقاً، وأجمل النساء قبيحةً، وأجود الكرماء بخيلاً، وأقوى الرجال ضعيفاً، وأعذب الأصوات مزعجاً، وألذّ الأطعمة مرّاً و..
لا أحبّ للإنسان ان تكون له عينان نقادتان، بل أحبّ له أن تكون له عينٌ ناقدة وأخرى ترصد الإيجابيات، فالإدمان على نقد شيء يغيّب عنك حقيقته، وكلّ شيء تصبح وتمسي في نقده أو سماع عناصر ضعفه فلن ترى حسنه ولا جماله أبداً.
لا تحكم على الأشياء وأنت تعيش مناخ نقدها فقط، تريّث حتى تعيش مناخ حُسنها ثم احكم بالاثنين، ولا تضع نفسك في مناخ نقد هذا الشيء أو ذاك؛ لأنّ مناخ النقد لوحده يفقد الإنسان الثقة بكلّ شيء، ويحوّله إلى وسواسي. والثقةُ المتوازنة عنصر ضروري في تقويم الأشياء.
وكلّ ما قلتُه يجري على عيون المدح والتبجيل والتحسين أيضاً.
إذا لم يكن هذا كلّه لأجل تصحيح رؤيتنا للأشياء، فهو ضروريّ لأجل سلامتنا النفسيّة وطمأنينتنا الروحيّة.