20 ـ 3 ـ 2014م
شيء مؤسف حقّاً على حال العرب، فقبل أيام قليلة تمّ تكريم أحد العلماء اللبنانيين المتخصّصين بمجال التراجم (حفظه الله) والذي يعتزم إصدار موسوعة تراجم بقريب من خمسين مجلداً ـ كما سمعنا ـ قضى عمره فيها. هذا الرجل عاش ويعيش في أوساطنا لا يعرف عنه أحدٌ شيئاً، ولا من يذكره ولا من يشير إليه..
جاءت جهةٌ مشكورة من خارج العالم العربي لتحتفل بتكريمه في مدينته في جنوب لبنان.. أما نحن فلا علم لنا به ولا خبر.. وهي الجهة الكريمة نفسها التي تقوم بالإعداد لمؤتمرات لعلماء عامليّين وتحقيق وتصحيح كتبهم وإخراجها للطباعة العصريّة القيّمة مثل السيد محسن الأمين والسيد عبد الحسين شرف الدين وغيرهما..
مثل هذا العالم كثير وليس عددهم بالقليل.. فإلى متى سنظل لا نقدّر رموزنا ولا شخصيّاتنا ولا علماءنا ولا مفكّرينا.. إلا قليلاً.. فـ (قرش أو فلس) الآخر بمليون، أمّا مليوننا فهو بفلس عندنا! لا أظنّ أنّ أمّة يمكن أن تنهض بدون الثقة بالنفس أو بدون أمل بالثقة..
أمّة لا تتفكّه إلا بالسخرية بنفسها.. وتشعر بعقدة الحقارة في أيّ منجز يقوم به أحد أبنائها.. ولا تتغنّى إلا بماضيها.. بل ماضيها صار عبئاً عليها..
بينما ترى فيما عند الآخر ـ شرقاً أو غرباً ـ كلّ العلم والصلاح والمعرفة!