الثلاثاء 25 ـ 10 ـ 2016م
كثيراً ما يشاهد الإنسان رسائل ماجستير أو اُطروحات دكتوراه أو مقالات وبحوثاً أو كتباً ومصنّفات، جميلة العناوين، لكنّ مضمونها لا يتصل بعنوانها إلا بدرجة يسيرة.
فأنت تطلب من شخص مثلاً أن يكتب لك عن ملابسات مقتل الشيخ الجبعي العاملي الشهيد الثاني (965هـ)، فإذا بك تجد بحثاً من خمسين صفحة، تقرأ فيه خمسة وأربعين صفحة عن تاريخ جبل عامل منذ الفينيقيين، وخمس صفحات عن موضوعنا الأصلي! أو تجد رسالة ماجستير حول العلاقة بين التشيّع والتصوّف، وإذا به يعقد لك أربعة أخماس الرسالة في إثبات الإمامة، وأنّ الأئمّة اثنا عشر!
عندما يواجه الإنسان بحثاً من هذا النوع، يكاد يشعر بأنّ صاحب البحث اختار العنوان وهو لا يدري شيئاً عنه، فلما شرع فيه تورّط، ليكتشف أنّه لا يملك ما يوفّر له أن يمارس بحثاً فيه، فاستعان بكلّ شاردة وواردة في القضيّة، وهناك أسباب أخرى لهذه الظاهرة أيضاً.
تطوير أعمالنا البحثية يحتاج إلى الدخول مباشرةً في صلب الموضوع وجوهر المشكلة التي تريد حلّها ببحثك، ومعرفة واعية مسبقة بالقضيّة قبل اختيار العنوان، وإذا كان من مقدّمات فلابدّ أن تكون متصلةً بشكلٍ فاعل بالموضوع نفسه، بما يكشف داخل البحث عن جهات الاتصال هذه.
ليس المهم أن تصدر لنا رسائل جامعيّة أو حوزويّة أو غير ذلك، وتكون كثيرة ووافرة، بل المهم أن نتمكّن من طرح هذه الرسائل في المحافل العلميّة بشكل يُنتج معرفةً حقيقيّة أو يؤسّس لحراك فاعل وناضج. والطموح أن نصل إلى مرحلة نتمكّن فيها من إصدار الكثير من البحوث والرسائل وطرحها في الأسواق، إن شاء الله.
# | العنوان | تاريخ النشر | التعليقات | الزائرين |
---|---|---|---|---|
140 | عندما يكون المضمون غير العنوان (أزمة في الكتابة والتأليف) | 2016-10-26 | 0 | 1214 |