15 ـ 1 ـ 2014م
شخص يذهب كلّ يوم إلى المسجد.. لكنه لا يصلّي أبداً.. فمن الطبيعي أنّ ذهابه إلى المسجد جيّد.. وأنّ تركه للصلاة غير جيد..
لكن لو جمعنا بين الأمرين بنظرة واحدة ولم نفكّك بينهما، فهل المجموع جيّد؟ وهل تصفون مركّب فعله بأنّه حسن أم قبيح؟
لأعيد سؤالي بشكل أوضح: هل تركه للصلاة مع حضوره المسجد يومياً دليل أنّه إنسان سيء.. أم أنّ حضوره للمسجد يوميّاً مع تركه للصلاة دليل أنّه إنسان صالح في قلبه؟ (طبعاً بصرف النظر أنّ الصلاة أهم من حضور المسجد أم لا). هل نقول: إنه ولو ترك الصلاة لكن حضوره دليل صلاح قلبه.. أم نقول بأنّ حضوره المسجد مع تركه الصلاة دليل قساوة قلبه أم المسألة فيها تفصيل؟!
الجواب عن هذا السؤال ـ الذي أرجو أن نقرأه أكثر من مرّة ـ مهم.. لأنّ كثيراً من ظواهر حياتنا الاجتماعية تشبه هذه الحال.. فهل للأصدقاء أن يتفضّلوا عليّ بأجوبتهم الدقيقة؟ وأنا شاكر لهم.
(وبعد سلسلة تعليقات على هذا المنشور)
… إنّني أشكر جميع الإخوة والأخوات على تعليقاتهم الرائعة، فقد كان الكثير منها مفيداً بجدّ، ولم يكن همي المثال أبداً، لكن كثيرين من الإخوة أشاروا للموضوع، تحت عناوين: ازدواجيّة.. نتعلّق بالطريق لا بالغاية.. نقف عند القشور لا اللب.. ننسى المقاصد لصالح الوسائل.. نتموضع في فضاء يفترض أن ينتج نتيجة معينة لكنّه لا ينتج هذه النتيجة معنا.. وغير ذلك من ظواهر حياتنا الاجتماعية والدينية واأاخلاقية..
الصلاة هنا هي غاية المسجد ولبّه ومقصده ونتيجته.. لكن قد نغرق في المسجد ولا نحصل على الصلاة..
وفي المقابل الإخوة الذين امتدحوا هذا الشخص معهم بعض الحقّ أيضاً.. مثل صلاحه الروحي.. رغبته في أن يكون أفضل و..
هكذا بالضبط تقع أفعالنا دوماً ذات أوجه. أشكر مجدّداً مروركم وتشريفكم لي هنا جميعاً.