الخميس 11 ـ 8 ـ 2016م
في زمنٍ كثُر فيه المنظّرون وقلّ العاملون..
خرج رجلٌ من بين أنقاض.. في وطنٍ هشّمه الاستبداد الداخلي والخارجي.
خرج من زنزانة النخبة وأوهامها إلى ساحة الحياة العامّة.. فتعامل ببساطةٍ فائقة مع الجمهور، مقدّراً كلّ وضعهم على مختلف الصعد.. فكسب ثقة الناس في زمانٍ لم يكن يعُد للثقة فيه موضع قَدَم.
اتُّهم في دينه، وفي شرفه السياسي، وفي ولاءاته، وفي نواياه، وفي علمه و.. وبدل أن يُعان اُسْلِم، بل..
وكالعادة عندما رحل صار مقدّساً..
لا اُريد أن أندبه.. بل اُريد أن اُذكّر نفسي وكلّ محبّيه الطيبين بالعمل والتعاون، والتعالي على الجراح.
نعم، العمل، العمل، العمل، وعدم التخلّي والجلوس في البيت، رغم كلّ المصاعب.. ووسط كلّ التحدّيات.. فالعمل هو النقيض لليأس، وهو الذي يُبقينا في عالم اليوم قبل أن نزول، وقبل أن نصبح أثراً بعد عين.. فقد كان هذا شعاره ـ رحمه الله ـ في سلوكه وفي حياته، حين خرج وسط اليأس العام ليُعيد الحياة للناس في روحها وهويّتها.
رحمه الله يوم وُلد، ويوم ارتقى شهيداً، ويوم يُبعث حيّاً..