18 ـ 2 ـ 2013م
كان قد اتخذ المنزل المقابل لمنزل أسرتنا في مدينة صور مكاناً للنزول حين يأتي إلى الجنوب.. وكان أباً عطوفاً حنوناً.. لم يكن طاغية.. ولا جباراً في الأرض.. كان متواضعاً جدّاً.. ورمزاً للتسامح والرحمة بين المؤمنين.. إنّه الشهيد السعيد السيد عباس الموسوي رحمه الله تعالى..
يوماً ما، وفي مقتبل عمري.. كنت في المسجد.. نتحضر لحضوره ليلقي على الناس عظةً أو فائدة.. كان المسجد غاصّاً بالناس.. ألقى كلمته.. ولمّا انتهى سألوه عدّة أسئلة..
قالوا له: إنّ بعض المسلمين يذهبون للغرب ويستحلّون أموال الناس هناك.. فيسرقون ويختلسون و.. هل يجوز ذلك؟
أجاب ـ بعيداً عن الفقه وتعقيداته ووجهات النظر المحترمة فيه ـ بأنّه وجّه نفس السؤال إلى السيد الشهيد محمد باقر الصدر.. أجابه الصدر حينها قائلاً: وهل يكون المسلم سارقاً؟! اكتفى شهيدنا الموسوي بهذا المقدار.. ليذهب أبعد من مجرّد القانون والفقه.. إلى حيث التربية والروح.. إلى حيث ما هو الأقوم..
خاطرة أحببت نقلها أداءً لأقلّ الواجب أمام شهيد مقاوم، ما عرفناه إلا قلباً نابضاً بالصدق والإيمان.. فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيّاً..