27 ـ 11 ـ 2013م
عندما كنّا صغاراً.. كنّا نسمع من كبار الثوار والمناضلين ورجال النهضة العظماء أنّ أمريكا لا مشكلة لديها من صلاتك وصومك وحجّك وعبادتك ورأيك ودينك.. إنّما مشكلتها من موقفك السياسي.. ومن جهادك ونضالك وكفاحك.. ومن مطالبتك بحقوق المظلومين والمقهورين.. ومن حدّك من طغيان سلطتها..
لم أشعر بالشك يوماً في صدق هذا الكلام وصوابه..
لكن عندما صرنا كباراً (في السنّ)، شعرنا أنّ هذه المقولة الحقّ لا تتصف بها أمريكا فقط.. بل هي واقع قائم عند الأغلبية الساحقة ممّن يمارس السلطة بمعانيها.. السياسية والاقتصادية والإعلامية والدينية والقبلية و.. حتى لو كان واحداً منّا..
الجميع يقول لك: إنّ لك الحريّة في كلّ شيء.. انتقد كما تشاء.. وكيف تشاء.. وأنّى تشاء.. (لكن) لا تحاول أن تنال من سلطتي.. أو تنتقدني..
ولا يقولون لك: إنّ لك الحريّة في انتقادي.. ثم لك الحرية في سائر ما تشاء..
لكل واحدٍ منّا (لكن) خاصّة به، تحمي سلطته ووجوده.. ومجموعة اللـ (لكن)ات، هي التي تُفقدنا حرّيتنا كلّها..