19 ـ 1 ـ 2013م
عندما تأتي مدرسة فكرية أو مشروع فكري أو اجتماعي.. ثم يظهر لي فشل هذا المشروع بعد حين.. غالباً ما نرتكب خطأ فظيعاً في الموقف مما اعتقدناه فاشلاً. ثمة للفشل والتهاوي أسباب.. ونحن لا ندرس السبب الذي أفضى لسقوط هذا المشروع/الرؤية/المدرسة.. بل نقول: فشل المشروع، ولا نبحث عن العنصر الذي احتواه فأسقطه.. وإنّما نحذف الكلَّ جميعه من الحسبان ونسقط كلّ مقولاته وأفكاره، ونهدر حرمتها وقيمتها.. فنخسر القويَّ منها، ونضحّي بالمفيد دون أن نشعر..
خطأ ارتكبناه مع الفكر الماركسي، ونرتكبه اليوم مع مدارس فكرية متعدّدة.. كلّ من موقعه وموقفه.. كالبناء عندما يسقط.. فهذا لا يعني أنّ كلّ حجر منه كان مسؤولاً عن السقوط، وينبغي رمي أحجاره في البحر!! لعلّ السبب حجرٌ واحد كان ضعيفاً، أو السبب في الهندسة التي أقيم البناء عليها، لا في أحجار البناء نفسه.. عندما نفقد قناعتنا برؤية أو فكر أو دين أو عقيدة أو مذهب أو فلسفة، فعلينا أن لا نتخلّى دفعة واحدة عن كلّ ما فيها، فنخسر عناصر القوّة بجرم عناصر الضعف، وتفوتنا مصالح جمّة ونحن في طريق تلافي مفاسد كبرى.. يجب أن ندرس بهدوء ـ دون انفعال أو استعجال ـ الجزيئات الصغيرة كعالم الفيزياء النقّاب.. كي نرى الأمور بشكل علمي أكثر..