7 ـ 3 ـ 2014م
قد تدفع الضغوطُ السلبية الإنسانَ ليتخذ مواقف هجوميّة يراها دفاعاً عن النفس.. وقد تدفع حماسة المؤيّدين المتفاعلين معك أن ترفع السقف وتطلق قنبلةً يهزّ صوتها الأجواء.. لكن من غير السليم بمن يحمل مشروعاً في الحياة أن يخضع لحماسة المحيطين به.. ولا أن يكون عاجزاً عن استيعاب الضغط.. فمجتمعاتنا تعشق الخطيب المتحمّس الذي يفجّر قنابل.. أكثر مما ترغب بالخطيب الهادئ الذي يدير الأمور ولو حقّق المنجزات دون أصوات.. فالقنابل الصوتية صارت بالنسبة إلينا صرخات الآلام في نفوسنا.. وصيحات الرفض.. لكنّها قد لا تكون الحلّ دوماً.. (بل أحياناً فقط).
لقد سمعت مؤخّراً أنّ بعضاً ممّن نحترم يهمّ ـ بسبب الضغوط والمتحمّسين ـ لاتخاذ موقف كبير.. لست متأكّداً من الأمر.. لكنّني لا أنصح بذلك.. بل أنصح باستيعاب الصدمات والتفكير الاستراتيجي بعيد المدى.. والتخطيط بهدوء.. فأعمال التغيير والإصلاح قد تكون أحياناً حفراً للجبال بالإبرة أو جَرحاً للخصم بالقطنة.. والله من وراء القصد.