إنّا لله وإنّا إليه راجعون ولا حول ولا قوّة إلا بالله العليّ العظيم
تلقّينا ببالغ الحزن والأسى نبأ رحيل المرجع الديني والفقيه المجاهد سماحة الشيخ محمّد آصف محسني رضوان الله تعالى عليه، وهو العالم المناضل الذي شارك شعبَه في النضال ضدّ الاحتلال والعدوان، وكان مثالاً للعالم العامل الذي عاش النصوص والواقع معاً.
لقد كان رحمه الله من تلامذة الإمام الخوئي المبرّزين في مجال علم الحديث والرجال، وكان شجاعاً فيما يَطرح، وله رؤيته الخاصّة وقراءته المستقلّة للتراث الإسلامي.
كما كان رحمه الله من روّاد التقريب بين المذاهب، وكانت له طروحاته المتنوّعة وأعماله المختلفة التي تكرّس ثقافة التقريب والوحدة بين المسلمين، وهو من ذاك الرعيل الذي عاش التحرّر من الجمود، والعمل على نهضة الأمّة المسلمة جمعاء.
لقد تشرّفتُ بلقائه لأكثر من مرّة، وأجريتُ معه حواراً أعتزّ به نشرتُه في ملحقات كتابي المتواضع (نظريّة السنّة في الفكر الإمامي الشيعي)، وقد لمستُ منه التواضع وبساطة التعامل وعفويّته.
يحقّ لبلاد الأفغان أن تفتخر بما خرّجَت من علماء ومجاهدين، فهي بلادٌ لطالما كانت عبر التاريخ خزّاناً للمفكّرين والعلماء والعاملين، بلادٌ نسأل الله تعالى أن يكشف عنها كلّ الكربات، ويعيد لها تاريخها وما هو أفضل إن شاء الله.
إنّنا إذ نعزّي الأمّة الإسلاميّة والحوزات الدينيّة وأسرة الفقيد برحيل هذا الفقيه الكبير، نسأل الله تعالى له المغفرة والرضوان، وأن يحشره مع الأنبياء والصالحين، مع محمّد وأهل بيته الطاهرين. آمين.
حيدر حبّ الله
6 ـ 8 ـ 2019م
5 ـ 12 ـ 1440هـ