• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
كلمات ومواقف
# العنوان تاريخ النشر التعليقات الزائرين
146 الكفر والحياد الإيجابي والبحث عن الحقيقة 2016-11-01 0 1658

الكفر والحياد الإيجابي والبحث عن الحقيقة

الاثنين 31 ـ 10 ـ 2016م

يؤمن كثير من الناس بمعتقداتهم وأفكارهم في المجالات المختلفة من غير بحث ونظر واستدلال حقيقي، فالمسلم لأنّه ولد في بيئة إسلاميّة فهو مسلم، والمسيحي لأنّه ولد في بيئة مسيحيّة فهو مسيحي، ولو وضعت هذا مكان ذاك فلن تجد الأوّل إلا مسيحيّاً والثاني إلا مسلماً.

كيف أعرف أنّني أقلّد آبائي أو اتّبع الدليل والحجّة والمنطق؟ كيف أعرف أنّني لو ولدت في أسرة مسيحيّة أو يهوديّة سأصبح مسلماً؛ لأنّني تابعٌ للدليل، والمفروض أنّ الدليل يوصل للإسلام؟ والعكس كذلك.

واحدة من الطرق المساعدة هنا أن تنظر في أدائك، ثم تفترض نفسك غير مسلم، ثم تطبّق نفس أدائك هذا وأنت مسيحي، ماذا تتوقّع؟ هل تتوقّع أن تكتشف الحقيقة التي هي ـ حسب الفرض ـ الإسلام أو لا؟ مثلاً لو كان نظام تفكيري وطريقتي هما: علمائي كبار محقّقون لا يعقل أن يكذبوا ولا يعقل أن يشتبهوا ولا يعقل أن.. وعلماء غيري خبيثون جاهلون.. لو كنت مسيحياً وطبّقت نفس الطريقة مع علماء المسيحيّة وغيرهم، فهل سأصل إلى الإسلام أو لا؟ هل أنا أصلاً بحثت في نزاهة علمائي وعلماء غيري بشكل جادّ؟ هل أصلاً كنت أتجرّأ أن أبحث بجدّ في نزاهة علمائي أم هذا شيء شربته منذ نعومة أظفاري؟!

أعتقد بأنّني لن أصل، والسبب بسيط، وهو أنّني انطلقت من فكرةٍ (تقويمي لعلماء المسلمين والمسيحيين) هي في الأصل منتمية إلى الفضاء الإسلامي الذي يفترض أن يكون هو محلّ البحث، ولا يجوز أن يكون مصادرة مسبقة على البحث.

بعض الناس يبدأ رحلته في البحث عن الحقيقة من مذهبه ليُنهيها بصحّة مذهبه.

معنى هذا أنّه يجب أن تكون هناك نقطة بداية للانطلاق، ويجب أن يكون هناك حكم أو محكمة خارج إطار اعتقادي كي أحاكم عقائدي وفقاً لها وعندها. وهذا معنى الحياد الإيجابي للباحث، فإذا لم تكن أثناء البحث محايداً حقيقيّاً وغير منتمٍ أبداً ـ وليس شكليّاً أو لفظيّاً فقط ـ لأيّ فريق من الفريقين اللذين تبحث عن الحقّ عندهما، فهذا يعني أنّك منحاز سلفاً، وقاضٍ غير عادل. فما الفرق بينك وبين قاضٍ جاءه متخاصمان فحكم لأحدهما دون الآخر، دون أن يستند إلى دليل من خارج ادّعائهما نفسه؟!

إذا أردت أن تبحث في صحّة الإسلام والمسيحيّة (وهذا مجرّد مثال)، فأخرج عقلك لحظة البحث من أيّ انتماء، واجهد في ذلك، وإلا فقد لا تفترق كثيراً عن قريش وأمثالها عندما تحدّث عنهم القرآن الكريم قائلاً: (بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آَبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ) (الزخرف: 22 ـ 24).

نعم هذا هو الكفر السلوكي كما قال القرآن؛ لأنّ الحياد الإيجابي بيئةُ تسليمٍ للحقيقة، وعدمُه بيئةُ كفرٍ بها، والكفر في اللغة سترٌ وتغطية، وأنت هنا قد تستر الحقيقة بهذه العقليّة التي تحملها وتحجب بها رؤية الحقّ عنك.

وهنا قد تُطرح فكرةٌ اُثيرها بوصفها احتمالاً، وهي أن يعيد الفقه الإسلامي النظر بجديّةٍ بمسألة الحياد الإيجابي للإنسان عند بحثه في الإسلام في عصر الشكوك والتساؤلات الكبرى، وأن يقرّ بصواب حياده الحقيقي هذا لحظة البحث المخلص صواباً أخلاقيّاً، وعدم ترتيب أيّ أثر قانوني سلبي ضدّه، بل تشجيعه على ذلك وترشيد عمله بمقتضى التوجيه القرآني العام في إدارة آليات البحث عن الحقيقة الدينيّة. وفي الفقه الإسلامي وجهات نظر، بل ونصوص حديثيّة كما يرى بعضٌ، تتقبّل مثل هذا، مثل بعض الروايات التي تحاول أن تُخرج الشاكّ لحظة الشكّ من إطار الارتداد والكفر.

وأخيراً أشير إلى أنّني لا أقصد أنّ البحث والدليل يوصلان دوماً إلى الحقيقة، فقد يقع الخطأ؛ لأنّ أسباب الخطأ متعدّدة، لكنّني أتحدّث هنا عن تأمين بيئة روحيّة ونفسيّة سويّة تسمح للعقل بالوصول إلى الحقيقة بنسبة احتماليّة أكبر، وبتعبير علماء الأصول والفلسفة: ما أرومه هو سدّ باب الخطأ من هذه النواحي النفسيّة والسلوكيّة فقط. وهذا مصداق من مصاديق أخلاق المعرفة، ولعلّ مجاهدة النفس في ميولها الخفيّة للانحياز السلبي مصداقٌ ـ وفق بعض التفاسير ـ من مصاديق قوله تعالى: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت: 69).

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36827827       عدد زيارات اليوم : 8112