21 ـ 1 ـ 2014م
كلّ واحدٍ منّا يمكن أن يكون ابتلاءً للآخر.. أنا بعقلي القاصر اختبارٌ لك في كيف تتعامل مع قصور العقل.. وأنت بعقلك الكبير اختبارٌ لي كيف أتسامى وأجدّ.. أنا بفقري اختبارٌ للغنيّ كيف يتعامل مع ماله تجاه الآخرين.. وأنت بغناك ابتلاءٌ للفقير كيف يتعامل مع ظاهرة الغنى.. هل سيشكر أم يكفر..
كلّ واحد منّا هو ابتلاءٌ للآخر.. سواء كان معه أم ضدّه.. مشتركٌ معه في شيء أم مختلف.. ليعلم كيف تكون ردّات أفعالنا تجاه اختلافنا واتفاقنا.. في كلّ شيء..
ليس المال والبنون فتنة لنا فقط.. بل كلّ الناس من حولنا هم مشاريع فتنة واختبار لنا.. وكلّ وجدانٍ وفقدانٍ هو فتنة..
وها هو القرآن الكريم يؤكّد هذا المفهوم بقوله:
1 ـ ﴿وَکَذلِکَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَ هؤُلاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنا أَ لَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاکِرينَ﴾ (الأنعام: 53).
2 ـ ﴿..وَجَعَلْنا بَعْضَکُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَ تَصْبِرُونَ وَکانَ رَبُّکَ بَصيراً﴾ (الفرقان: 20).
وقضيّة الاختبار في الدنيا واحدة من أسئلة الغايات..