31 ـ 1 ـ 2014م
قبل سنوات كنت في الطائرة من طهران إلى بيروت، جلس بجانبي شخص معروف نسبيّاً ومدّعٍ إلى أبعد الحدود.. قلّما رأيت مثله.. بدا كأنّه نابغة زمانه..
هو لا يعرفني.. فتكلّم في أمور كثيرة صادف أنّني أعرف فيها بعض الشيء.. فأكثر من الخطأ والهذيان ومن الكلام الفارغ جداً ظانّاً أنّه يُبدع نظريّات ما دام المستمع جاهلاً.. فلم أوحِ له بشيء يعكّر صفو مزاجه في بطولاته التي يقصّها..
ثم رأينا في الأسفل أنواراً فقال: هذه مدينة طرابلس قطعاً ويقيناً.. فسكتُّ، ولم نصل إلا بعد ساعة وربع.. أظنّ أننا كنّا حينها ما نزال فوق تركيا..
مثل هذا كثيرون.. يذهلني الشخص الذي عندما يتكلّم يبدو وكأنه يفهم في كلّ شيء! وإذا أعطى رأياً بدا قاطعاً فيه وحاسماً إلى أبعد الحدود..
يا أخي.. هل من الضروري لكي أصبح فاهماً أن أتكلّم في كلّ شيء؟! وهل من المعيب أن أسكت فيما لا أفهم، وأجنّب الآخرين سفسطاتي وترّهاتي وكلامي الفارغ؟! بالله عليك اسكت وأرحنا.. وتأكّد أنّك ستكون بذلك أوّل المرتاحين.. وبدل أن تثقل سمعنا بالكلام افتح كتاباً صغيراً واقرأ.. أو أسمعنا بعض (النكات) المضحكة لكي نروّح عن نفوسنا.. ولك الأجر والثواب إن شاء الله..