16 ـ 2 ـ 2013م
العقول المتفوّقة تذلّها إرادات أصحابها الضعيفة. والإرادات القويّة تصنع عقولاً متفوّقة.
يقولون بأنّ أغلب عباقرة العالم ومبدعيه كان ذكاؤهم متوسّطاً لكنّهم كانوا مثابرين وأصحاب عزم وصبر وإرادة.. ربما يكون هذا صحيحاً.. سمعت مرّةً من أستاذنا ـ الذي تشرّفت بحضور درسه لبضعة أشهر ـ وهو المرجع الديني الشيخ محمد تقي الفقيه العاملي رضوان الله تعالى عليه، قال: «طلاب العلوم الدينية العرب قد يكونون أكثر ذكاء من غيرهم، ولكنّهم أقلّ مثابرة وأنفاسهم قصيرة المدى».
لست أهدف الدفاع عن مقولة هذا الشيخ الجليل رحمه الله في تفاصيلها، بقدر ما أريد القول بأنّ الصبر والإرادة في حركة العلم والتعلّم قد تسبق قوّة العقل في تحقيق النتائج على المدى البعيد. وفي المثل الفارسي يقولون: تتساقط القطرة على القطرة.. فيصبح القليل بحراً متماوجاً..
استعجالُ النتائج فقدانٌ لها.
بنظري المتواضع أعتقد أنّ العقل والإرادة ليسا كل شيء، أهم شيء هو المنهج العلمي الصحيح الذي يسير عليه طالب العلم كي يصل إلى مبتغاه، أنا أعرف كثيراً من الطلبة من أصحاب العقول والإرادة سلكوا طريق العلوم الدينيّة إلا أنّهم لم يخرجوا بطائل، مع أنّهم أضاعوا سنوات كثيرة من عمرهم في طلب العلم! لماذا؟ لأنّهم صرفوا أعمارهم في مناهج دراسيّة عقيمة لا تنتج، وبالتالي لو قارنّاهم بمن قضى نصف عمرهم العلمي في الجامعات الأكاديميّة، لوجدنا أنّ الأكاديمي متفوقٌ عليهم علميّاً بمراحل كثيرة، مع أنّه قد لا يمتلك ذكاءً كذكائهم، ولم تكن له إرادة كإرادتهم!!
فبلا منهج صحيح يعيش الأذكياء والمثابرون من طلبة العلم بمتاهة يصعب الخروج منها.
فالله الله بإصلاح المناهج العلميّة!
وشكراً..