كتب د. شريعتي نقداً على كتاب (بحث حول الولاية) للسيد الصدر، فبلغه.. وكان السيد الصدر يصف شريعتي بالرجل الفاهم، وبأنّه لا يصحّ الدخول معه في صراع، رغم اعتقاده بأنّ لديه أخطاء واشتباهات و.. فكتب الصدر ردّاً أرسله إلى إيران ليُترجم، ثم يضاف إلى الطبعة الفارسيّة الجديدة للكتاب ولكن..
رفض بعض المقرّبين ذلك.. قالوا: شريعتي سُمعته سيّئة في إيران.. والردّ عليه تعظيمٌ له! أمّا شهيدنا وصدرنا الحبيب، فقد استغرب من ردّة الفعل.. رغم أنه أخيراً رضخ للمقرّبين.. مُبدياً عدم اقتناعه..
والردّ الصدري ضاع وفُقد إلى اليوم.. مع الأسف..
راجع تفاصيل هذه الأحداث موثقةً في (أحمد أبو زيد، محمد باقر الصدر، السيرة والمسيرة 3: 352 ـ 371).
لا أدري، إلى متى سنظل بهذه العقليّة؟! كأننا قُلل الجبال والحوار نزول للأسفل! كأنّنا وحدنا العظماء، والآخرون يعظمون بنا! ما هذه الأنا المتعالية؟! مع أنّ الله نفسه، ومعه كلّ الأنبياء والأوصياء حاوروا الشيطان والناس، خيّرهم والشرير منهم..
لاحظوا ردّة فعل السيد الصدر تحكي عن رؤية وأفق وطريقة ومنهج وأخلاق.. ولاحظوا مواقف الآخرين التي تحكي أيضاً عن ذاتها..
لقد تغلّبت تلك الرؤية على السيّد الصدر.. فهل ستبقى متغلّبة؟!
سؤالٌ برسم مشاريع الحوار (بطاولات مستديرة لا مستطيلة) في العالم الإسلامي.