12 ـ 7 ـ 2013م
في شهر رمضان نحسّ بالجوع والتعب والإرهاق، ونتحدّث كثيراً عن فوائد الصوم والصيام وشهر رمضان المبارك.. وأستخلص من فوائد مثل ظاهرة الصوم فكرةً تتصل بجدليات عصرنا الحاضر..
يقولون: مجتمع سعيد وناجح، شخص سعيد وناجح، مجموعة سعداء وناجحون..
كيف؟ لأنّ أمورهم كلها متوفّرة وهم في راحة.. هذا صحيح أحياناً، لكن من قال بأنّ السعادة في حياتنا هذه هي الراحة.. فهناك فرق بين مفاهيم: المنفعة والمصلحة والخير والفائدة، وبين الراحة.. لقد ربطهما العصر ببعضهما؛ لأنّنا ننشد الراحة بعد كلّ هذا العناء في بلداننا.. صار الإنسان الأفضل هو الإنسان المرتاح في حياته.
لكنّ المنفعة والمصلحة والخير والفائدة و.. لا تساوي الراحة دوماً، فليس السعيد هو المرتاح بالضرورة، بل هو الذي يقوم بما يفترض به أن يقوم ولو بعناء، هو المتصالح مع ضميره وذاته ووجوده، ونحن نطبّق ما أقول في حالات الضرورة مثل حال المرض وضرورة العلاج المرّ، وحال الشباب وضرورة التعب لبناء المستقبل..
لكن يبدو لي أنّ الدنيا كلّها في الثقافة الدينية هي حالة علاج وبناء مستقبل دنيوي وأخروي..
لقد استفدت هذا من الصوم، ووجدته تصحيحاً لمسار مفاهيمنا التي تولد كلّ يوم.
رمضان كريم