الجمعة 9 ـ 9 ـ 2016م
تتحدّث فلسفة الدين والدراسات الدينية المقارنة عن وجود تصوّرين حول الدين:
التصوّر الأوّل: الدين الكبير أو الدين بالحدّ الأعلى، وهو الدين الذي يتدخّل ويُبدي موقفاً في مساحة كبيرة جداً من الفكر والعمل وغيرهما، فله مواقف في التاريخ والمستقبل وحوادثهما، وفي الكون والخلقة والطبّ وكلّ سلوكٍ إنسانيّ صغير أو كبير و..
إنّ حجم الدين وقضاياه هنا كبيرٌ جداً، وقد يصطدم هنا أو هناك ـ كما يراه بعضٌ ـ بمساحاتٍ معرفيّة وعلميّة وتجربية بشريّة في هذا الموضوع أو ذاك، الأمر الذي يسبّب ـ بل قد سبّب بالفعل ـ له الكثير من المشاكل!
التصوّر الثاني: الدين الصغير أو الدين بالحدّ الأدنى، وهو الدين الذي لا يُقحم نفسه في دوائر كثيرة، بل يرى نفسه مجموعة قضايا محدودة جداً تتصل بالعلاقة مع الله وشيء من هذا القبيل.
إنّ حجم الدين هنا ضئيلٌ للغاية، ومن ثَمّ هناك توجّس عند بعضهم من أن يدفع هذا الاختزال إلى تحويل الدين إلى شيء هامشي في الحياة، الأمر الذي قد يراه المؤمنون خطأ جذريّاً يُغَلِّبُ الدنيا على الآخرة!
هل يمكن أن نشتغل على تحديد موقفنا من هذين التصوّرين؟
هل بالإمكان الحديث عن تصوّر وسطي يتلافى ما يعتبره الفريق الثاني مشاكلَ عند الفريق الأوّل، وما يعتبره الفريق الأوّل اختزالاً للدين ابتُلي به الفريق الثاني؟
أين تكمن نقطة البداية في معالجة هذا الموضوع؟ وأساساً هل هناك نقطة بداية واحدة؟