5 ـ 1 ـ 2013م
في كلّ عقدٍ من الزمن تقريباً في عصرنا الحديث تروج مدرسة فكرية معينة، فتجتاح القلوب والعقول، تمثل الخلاص والحلّ وتكون حديث النهايات السعيدة. يختارها جيلٌ بشغف وجنون وما تلبث أن تفنّد تحت ضربات معاول الجيل الثاني بغضب مجنون، لتحلّ محلّها مدرسة أخرى، دون أن يحلّ على أمّتنا الحلّ؛ لأنّ الأمّة ترى في موجة التفكير الجديدة فراراً وهرباً واستعجالاً فقط:
أ ـ لأنّها صارت غير قادرة على منح أيّ مشروع فكري وقته الطبيعي لاختبار النجاح والفشل.. فتقتله بمجرّد مجيء مقترح آخر. ثقافتها تجارية ذات الصفقات السريعة؛ لأنّها تعبت.. وأنهكت.. وكذب عليها واستغلّت.
ب ـ ولأننا بتنا نعرف ما لا نريد ولا نعرف ما نريد، فأيّ (موضة) فكرية جديدة، كفيلة بأن نخطبها ونطلب ودّها، لا لأننا رأينا فيها الحلّ، بل لأنّ الحلّ في رؤيتنا هو أن نخلص فقط من سابقتها. فالكثير منا يتحمّس بجنون لرفض شيء كان قد آمن به بالجنون نفسه.
فليكن العقل مدبّر أمرنا لا الجنون. فأسوأ شيء في العقل أن يكون منطقه الهروب، وثقافته الفزع، وقوته اليومي الدعاية والإعلام، ومداه الجزع، ومنهجه حرق المراحل. فلا تكتسب الأفكار قيمتها بزمنها وإلا صارت موضة.
احسنتم شيخنا الغالي