8 ـ 1 ـ 2014م
قصّة حقيقيّة: في مجلس جمع بعض الناس.. كان أحدهم (يدخّن سيجارة).. فاعترض آخر بأنّ ذلك يؤذيني.. فاحتكما إلى ثالث ذي علم ومعرفة.. فحكم أنّ المدخّن لا ضير عليه..
لماذا؟
لأنّ الآخر بإمكانه أن يخرج من الغرفة.. فلا يكون قد أضرّه المدخّن.. بل هو الذي أضرّ نفسه بعدم الخروج من الغرفة..
لا تهمّني القصّة ولا الغرق في المثال.. لكنّ منطق الحكم فيها هو منطق نمارسه كثيراً في حياتنا.. أنا أؤذي الآخرين.. لكن لا بأس.. لماذا؟ لأنّه إذا كانوا يتأذون منّي فعليهم الجلوس في بيوتهم وعدم الاحتكاك بي.. وليس عليّ أن لا أؤذيهم..
أغرب شيء في الحياة أن يقضي القاضي بحكم يجعل الضحيّة فيه جلاداً والجلاد ضحيّة..! وليس فقط يبرّئ الجلاد! أو أن يساوي بين الضحيّة والجلاد! كأنّما يقول: أنا القدر.. فمن اعترضني فلا يلومنّ إلا نفسه!