21 ـ 4 ـ 2013م
عندما يضيع منّا شيء.. نبحث عنه من حولنا.. نفترض أنّه ليس معنا.. نتجه ـ في العادة فوراً ـ لما هو خارج عنّا للبحث عنه.. لأنّ الأشياء غيرنا.. لكن في عالم النفس والقيم والعلم والروح والعاطفة وبناء الذات و.. نخطأ عندما نقيس حالاتنا بمن يبحث عن مفتاح أضاعه أو ساعة أو دواء.. نقيس غير المحسوس على المحسوس.. قد يكون الأمر معكوساً.. قد تكون الحلول داخلنا ومع ذلك غابت عنّا.. ولأنّنا نقيس الأشياء على بعضها خطأ، نظن دائماً أنّ الحلّ خارجنا فنبحث عنه.. كم من موهبة لا نعرف أننا نمتلكها.. لأنّنا لم نضع ذواتنا في معرض اكتشاف مواهبنا..
إبحث عن ذاتك الضائعة وهي بين جنبيك.. اكتشف ذاتك بدل كلّ هذا اللهث خلف اكتشاف الآخرين.. فذاتك أهم وأعظم.. لقد دخلت ذواتنا في غيبوبة عندما حضر الآخر.. مع أنّ الآخر أحد أهم وسائل حضور ذواتنا عندنا..
وللقرآن وجهة نظر عجيبة هنا، حيّرت بعض المفسّرين فأكثروا فيها من التقدير والحذف، هو يرى أنّ أحد أسباب نسيان النفس هو نسيان الله.. (العبارة بسيطة متداولة، لكنّ المعنى ليس سهلاً، فكيف يكون ذلك وما الربط بين النسيانين؟). موضوع يحتاج لتأمّل لكنّه مفتاح مهم في الثقافة الدينية.. مهما كان موقفنا تجاهه.. ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ (الحشر: 19). أترك الآية للتداول والتفكير.