الاثنين 17 ـ 10 ـ 2016م
تقبّل النقد والعيش في حياة صحيّة داخل فضاء النقد المتبادل، ليس موقفاً فكريّاً نتخذه، بل هو عمليّة تربويّة معقّدة، وفي ظنّي أنّه يبدأ من داخل الأسرة، مروراً بالمدرسة والجامعة، وصولاً إلى الفضاء السياسي والاجتماعي العام.
دائماً نفكّر في أنّه كيف نُحيي تقبّل النقد بيننا؟ ودائماً كنّا نسمع عن أشخاص سعوا لمنع توجيه نقد لأفكارهم في العلن والخفاء، وهنا من الضروري أن نشتغل ذاتياً لمحاربة هذه الظاهرة في نفوسنا، قبل أن نطلبها من غيرنا، ونجاهد أنفسنا ـ إذا كان لا يزال الأمر شاقّاً علينا ـ لكي نتقبّل، أمّا الذين روّضوا أنفسهم، فهم الأقوياء المستعدّين لسماع النقد وتحمّله.
لا يعني ذلك أنّ النقد لا يترك أيّ أثر نفسي في صاحبه ومن يوجّه إليه، فالنفس هي النفس، لكن المهم أن لا يترك قراراً في النفس يعاند النقد أو يخشاه.
ولكي نحاول بخطوةٍ بسيطة، فإنّنا نعتزم في القريب العاجل جداً إن شاء الله، فتح قسم في موقعي الشخصي الالكتروني المتواضع (www.hobbollah.com)، نضع فيه كلّ ما كتب حول أفكاري المتواضعة، خاصّةً الكتابات النقديّة التي كُتبت عن أعمالي البحثيّة، وأوْسَعَتْها إبطالاً وتفنيداً، سواء كانت هذه الكتابات كُتُباً نقديّة أم مقالات أم مداخلات، قديمة أم حديثة.
من هنا، أرجو من جميع الأصدقاء أن يساعدونا في جمع أيّ مادّة، خصوصاً النقديّة منها، وتكون متوفّرةً لديهم، كُتبت ونُشرت في هذا الصدد، بنسخة (Word أو PDF)، أو يمكن إحالتها على موقعٍ الكتروني قام بنشرها، ونكون لكم من الشاكرين.
كما أجدّد ترحيبي الذي قلتُه أكثر من مرّة، باستعدادي لنشر أيّ دراسة نقديّة خلوقة لأفكاري في المجال الذي أملك فيه القدرة على النشر، خاصّة ما اُشْرِفُ عليه من مجلات متواضعة.
فلنتعاون لنتسامى معاً في بناء (حوار أخلاقي)، فما العصمة إلا لأهلها.
نسأله تعالى أن يأخذ بأيديكم لما فيه الخير والفلاح. وسدد الله تعالى خطاكم ووفقكم لما فيه الخير للاسلام والأمة. اشاعة روح النقاش الهادئ وتقبل الآخر والسماح للنقد العلمي -المترفع عن التسقيط والشخصنة والبذاءة والسباب- بأن يسود في أوساطنا لهو عين الحق الذي نستلهمه من الرسول الأعظم وأهل بيته الكرام -عليهم الصلاة والسلام أجمعين- ولهو عين رسالة القرآن. الحق قوي بذاته, متقوم بلا دعامة, فان اعتقدت أنك ملكته وهديت اليه, فلا داع للصراخ والشجار. ما تختزنه الفكرة من قوة سيتضح للجميع ان عرضت الفكرة بهدوء. وما تختزنه الفكرة من ضعف سيظهر للعقول المخلصة بلا حاجة للعراك. فلتتشاجر الأفكار لا الأيدي. والسلام عليكم مولانا الكريم وسدد خطاكم.