الثلاثاء 13 ـ 9 ـ 2016م
كثيراً ما لا يتمكّن المفكّرون والمصلحون ـ على أنواعهم ـ من مواجهة حالة قائمة في المجتمع أو في العقل أو.. فتجدهم يقارعونها ليلاً ونهاراً، كمن يضرب رأسه كلّ يوم بالجدار، فلا يزيد ذلك الجدارَ إلا قوّةً ولا يزيد رأسه إلا وهناً وعَطباً.. بل الأنكى أنّها من النوع الذي كلّما واجهته نما وازداد.. كمن يملك بعض الفطريات الجلديّة التي كلّما حكّها قويت وازدادت، حتى لو شعر في بداية الأمر بالراحة في حكّها ونهشها..
في بعض الأحيان لسنا بحاجة ماسّة فوريّة إلى حذف فكرةٍ أو مفهوم أو معتقد أو ثقافة معيّنة نجد أنفسنا عاجزين عن مواجهتها.. فقد نضطرّ هنا ـ حتى لا نضيّع وقتنا ـ إلى تحوير المفهوم وإعادة إنتاجه بما يخدم منظومتنا الفكريّة.. ليكون تحييده في مرحلةٍ لاحقة إذا توفّرت ظروفها الموضوعيّة وكانت هناك ضرورة.. فإعادة تفسيره أو إنتاجه أو توظيفه أو أو قطع بعض أذرعه أو إعادة تشكيله أو إخراجه بالطريقة التي تصبّ في رؤيتك تظلّ ـ مع الإمكان ـ خطوةً مشكورة في ظرف العجز عن تغييره أو حذفه.. فإذا لم تتمكّن ـ وهذا مجرّد مثال لا أكثر ـ من منع طفلك عن الإدمان على الأجهزة الالكترونيّة فلا أقلّ أعد إنتاجها في حياته بطريقة تنفعه..
فلنتخلّ أحياناً عن بعض العقل الراديكالي الذي نُدمنُه..