الجمعة 7 ـ 10 ـ 2016م
قبل أكثر من عشرين عاماً، نقل لي أحدُ أساتذتي، أنّه سمع العلامة الشيخ محمّد مهدي شمس الدين (2001م)، يقول: إنّ نصوص تحريم قول آمين بعد الفاتحة في الصلاة، جاءت في سياق محاربة البدعة فقط. وهو رأي يمكن بالتتبّع والتقصّي العثور على من يظهر منهم الميل إليه من فقهاء الإماميّة، والمقام ليس مقام التفصيل.
معنى هذه الفكرة وروحها ـ والتي نجد تجلّياتٍ محدودةً لها في كلماتٍ متفرّقة هنا وهناك لبعض الفقهاء ـ هو أنّ ما صدر عن أئمّة أهل البيت بعد العصر النبوي، من بيانات نهي وتحريمٍ تتصل بموضوعٍ طُرح في أوساط المسلمين ويصنّفه أئمّة أهل البيت على أنّه بدعة.. ما صدر لا يمثل بياناً لأصل الشرع بالعنوان الأوّلي، وإنّما هو حكمٌ ثانوي انصبّ على فعلٍ ما نتيجة تعنونه بعنوان البدعة في الدين. وربما يقبل الشيخ شمس الدين وأنصار هذه الفكرة بأنّ قول آمين والتكتّف وصلاة الضحى وصلاة التراويح والجماعة في النافلة وغيرها ليست محرّمةً في أصل الشرع أو مبطلةً للصلاة، وإنّما نُهي عنها؛ لكونها تحوّلت إلى إضافة في الدين، تمّ فهمها على أنّها جزء من النسيج الديني العام، وهي ليست منه عند أئمّة أهل البيت.
فكرةٌ يمكن الدفاع عنها (كالدفاع عن فكرة أنّ بعض ما صدر من أهل البيت كان يهدف ـ زمنيّاً ـ للحفاظ على الهويّة المتمايزة لشيعتهم، وليس بياناً لأصل الدين)، وإن كنت لا أؤيّد هاتين الفكرتين بنحوٍ مطلق، لكنّ فكرة العلامة شمس الدين وجهة نظر تفتح عيوننا بالتأكيد على فهمٍ مختلف لمجموعة من القضايا التي عَرَفها العالم الإسلامي في القرون الثلاثة الهجريّة الأولى، واتخذ أئمّة أهل البيت منها موقفاً سلبيّاً جداً، وهي تصبّ في السياق العام الذي كان طرحه السيد البروجردي من أنّ مجموعةً من نصوص أهل البيت لابدّ أن تُفهم في إطار سياقاتها الزمكانيّة وبوصفها ناظرةً بعين النقد والتصويب والإصلاح إلى الفضاء الإسلامي العام في القرون الهجريّة الأولى.
والسؤال: إذا صحّت هذه الطريقة في تفسير نصوص أهل البيت في بعض المواقف، فهل يدعو ذلك اليوم إلى مواقف شبيهة إزاء بعض ما أصبح في الوعي العام جزءاً من الدين (بل غدا أصلاً من أصوله!)، حتى لو أضاف له المتخصّصون قيداً في بطون الكتب يمثل مَخلَصَاً، لكن لا علم لعامّة الناس به ولا خبر؟
# | العنوان | تاريخ النشر | التعليقات | الزائرين |
---|---|---|---|---|
125 | أهل البيت النبوي ومواجهة البدعة (فكرة العلامة شمس الدين) | 2016-10-09 | 1 | 2282 |
السلام عليكم ورحمة الله
فهم بعض الاخوة انني اخالف الفكرتين أعلاه ولا أوافق على وجهة نظر العلامة شمس الدين، والصحيح انني اوافقهما، لكن لا أوافق عليهما بالمطلق، بل لدي بعض القيود والشروط فيهما، فاقتضى التوضيح وشكرا
حيدر حب الله