• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
متابعات‎
# العنوان تاريخ الإعداد تاريخ النشر التعليقات الزائرين التحميل
99 كتاب «قواعد فقه العلاقة مع الآخر الديني» لحيدر حب الله 0000-00-00 2020-06-14 0 5307

كتاب «قواعد فقه العلاقة مع الآخر الديني» لحيدر حب الله

عرض وقراءة

الشيخ صلاح مرسول

تمهيد

تأتي هذه الدراسة المميزة من شخصية عودتنا بالغور في دهاليز العلم والمعرفة، وبملاحقة كل فكرة جديدة ليرى مدى أصالتها وواقعيتها، فالدكتور الشيخ حيدر حب الله أستاذ البحث الخارج في حوزة الثقلين في مدينة قم، بصمته الأكاديمية لا تقل شأناً عن بصمته الحوزوية، فهو قد مزج بينهما وأخرج لنا ثمارًا رائعة المذاق في دراسته الجادة هذه، وهي تقع في 808 صفحات من الورق الوزيري، من إصدار دار روافد بيروت ٢٠٢٠م.

فمسألة العلاقة مع الآخر الديني هي محور البحث في هذه الدراسة، كون الباحث يؤمن بضرورة معرفة الآخر، وهذا ما يقرب المسافات بين الآخر الديني، لذلك هو يرى ضرورة انتقالنا من فقه المواجهة إلى فقه المعاملة. وعندما نتحدث عن الآخر الديني فنحن نتحدث عن أقليّة دينية ربما واجهت نوعًا من الاضطهاد من قبل الأكثرية، وهذا له أسبابه كما أشار لها الباحث.

ما الدافع الذي جعل الباحث أن يبحث في هذا العنوان؟!

يقول “ومنطلقي في هذا الأمر هو الطرح الذي قدّمه العلامة السيد محمد حسين فضل الله (٢٠١٠م) من الدعوة لاجتهاد كل طرف في دين الآخر، باعتبارها دعوة تقارب بين الفهوم وتفكّ الكثير من العُقَد”.

نقطة البحث

لعل العنوان يوضح معالم هذه الدراسة، فهي تطرح هذا التساؤل: هل يقبل المسلم الآخر غير المسلم داخل المجتمعات المتواشجة اليوم أو لا؟ وماهو موقف المسيحية كذلك؟

والباحث يعالج مسألة الآخر الديني بوصفه جماعة نعيش معها في جغرافيا أو أمّة بشرية واحدة، ويحصر بحثه بالحقوق السياسية، مثل حق تولّي مناصب الدولة والمؤسسات المجتمعية. ويرى أن هذا له حيز في الرؤية اللاهوتية الكلامية تجاه الآخر، كما أن له ارتباط بالفقه الإسلامي والشرائع الكنسيّة.

بمعنى أن الدراسة تدخل في مجال علم الكلام والفقه والقانون (الحقوق السياسية)، مما يعني أنها تعالج القضايا السياسية الداخلية في الدول المختلفة، وعلاقة الدولة بالمواطنين، وتعيين مفهوم المواطنة، ومعايير العدالة الاجتماعية بين المواطنين، وهذه العناوين بالغة الأهمية في عصرنا الحديث، فالباحث لم يهملها بل شملها في بحثه.

واعتمد الباحث على المصادر الرئيسية الأم لكل من الديانتين الإسلامية والمسيحية، فهو يقول: “هدفنا الرئيس هو مراجعة النصوص الدينية الأصلية والاجتهادات الدينية الأساسية القائمة حول موضوع البحث، وتقويمها من وجهة نظر هذا البحث … فالكاتب هنا بصدد النظر في تأصيل الموضوع على أسس الحجية في الكاثوليكية والإسلام”.

هدف البحث

يرى الباحث أن الهدف من هذا البحث هو التوصل إلى صيغة في العلاقات المجتمعية – السياسية بين الأديان في المجتمعات الواحدة، خاصة بين الأكثرية والأقلية، وذلك من خلال حماية الهوية الدينية من جهة، ومنح الآخر الديني حقوقًا فاعلة في الحياة السياسية والعامة من جهة أخرى، وهذا ما ينتج لنا مفهومًا للمواطنة بطريقة لا تُصادم القيم الدينية العليا.

إشكالية البحث

يطرح الباحث الإشكالية على هيئة سؤال: كيف يغدو الآخر الديني -وبتبع ذلك تولّيه المناصب العامة وحصوله على حقوقه السياسية- معترَفًا به في الحياة العامة أو غير معترفٍ، في التعاليم الإسلامية والمسيحية؟

وهنا يضرب الباحث بمدامكه إشكالية شائكة يحاول أن يعالجها، فهذا مرتبط بالوعي الديني والنظرة للأقليات والآخر الديني، كيف لنا أن نوازن المصالح الدينية الخاصة من جهة، وتحقيق سلامٍ أدياني في العالم من جهة أخرى!؟، فالدين حاضر في كل المجتمعات والبلدان الإسلامية والمسيحية، والاستقرار الأمني والإجتماعي له علاقة ما بطريقة التفكير الديني.

ومن هذا المنطلق يرى أن مجموعة من الأسئلة تفرض نفسها، منها:

١- ماهي الأصول العامة للعلاقة بين الأديان في المسيحية والإسلام؟ وماهي مؤثراتها على بناء علاقة آمنة داخل المجتمع الواحد وبين الأقليات الدينية ومجتمعاتها؟

٢- هل تؤثّر الرؤية الكلامية لكل دين على توصيف أبناء الديانات الأخرى؟ وهل يمكن لرؤية تعددية دينية أن تكون معترفًا بها في فضاء ديني إسلامي أو مسيحي بحيث تترك أثرها على العلاقات بين المسلمين والمسيحيين؟

بمعنى: هل الأصول الفلسفية التعددية في مجال المعرفة والنجاة يمكنها أن تساهم بشكل ما في تكوين علاقة مختلفة مع الأقليات تبعًا لتكوينها علاقة مختلفة مع الآخر عمومًا؟ وهل الشمولية الدينية يمكن أن تنفع هنا؟

٣- هل يشتمل الدين على رؤية أولية ذاتية راسخة قائمة على حماية الأقليات ومنحها سعةً في الحقوق أو أن المعطيات الدينية تعتبر أن هذا النوع من التعامل مع الأقليات ليس مبررًا في نفسه ولكنه قد يُتلقى على أنه أمر مرفوض وقهري وظرفي، فيتم التعامل معه بمنطق الضرورة؟

وهنا يشير إلى إشكالية جوهرية على مستوى النظرة والتعامل مع الآخر الديني، فأنا انفتاحي عليه نتيجة منطق الضرورة القائمة أو هو قناعة عميقة في التفكير الديني تفرضه النصوص الدينية الأمّ؟

ويرى أن هناك محاولات من البعض تريد أن تكيّف المفهوم الحديث للمواطنة تكييفًا دينيًا على اُسس العناوين الطارئة والثانوية، من خلال توظيف بعض القواعد كقاعدة الإلزام والضرورة ونظرية التزاحم وغير ذلك..

٤- ماهو مفهوم المواطنة في الرؤية الدينية المسيحية والإسلامية؟

٥- هل أن معطيات الفقه الإسلامي والقانون المسيحي هي معطيات زمنية تاريخية ينبغي تخطّيها لبناء قواعد المواطنة الحديثة أو أنّها معطيات ثابتة وأبدية وكلية..؟

كما تلاحظون فإن هذه الإشكاليات كلها بحاجة لإجابة رصينة علمية، وهذا ما وجدته في محاولات الباحث ومعالجاته، فهو قد أغرق البحث بالمصادر المختلفة والمتنوعة، وكانت تعليقاته ومناقشاته موضوعية، واستوعب الباحث في بحثه كل هذه الإشكاليات بطرحها على مشرحة البحث العلمي الرصين.

نعم فهو ينطلق أيضًا من فرضية هامة من خلالها يحاول أن يتسلح بها في مواجهة كل الإشكاليات، وهي: أن التعاليم الأصلية في المسيحية والإسلام تعترف بالآخر الديني، بل حتى بتوليه مناصب عامة في المجتمع، وذلك من خلال القواعد الكليّة كمبدأ العدالة والعلاقات السّلميّة …، كذلك لدينا أيضًا أصل تآلف القلوب والكرامة الإنسانية والصلح وغير ذلك.

ويرى الباحث أن الخلل الذي حدث في تاريخ الفكر الديني، أنهم نزّلوا القواعد العامة بدل أن يكتشفوا القواعد الشرعية الأصليّة الأصيلة. فلابد من التمييز بين محورية القانون ومحورية مجرى القانون وتولي تنفيذه، وهذا ما أنتج لنا فكرة أن منح الحقوق السياسية للأقليات يساوي هيمنة (الكافر) على المؤمن، هذا ما يهدد الهويّة، ولكن ماذا عن عصرنا الحديث؟ مع وجود القانون.

لذلك فهو يرى أن وصول النتائج البحثية السابقة بعدم صحة مخرجاتها، غياب بعض الأصول الكليّة الأخلاقيّة والكلاميّة عنها، وحضور أصول أخرى كان لها الهيمنة على ذلك، فهو يعالج مثلاً: أصل الحرابة، وأصل عدم المعاهدة مع الآخر، وأصل الجهاد الابتدائي أو التوسّع، وغير ذلك من أصول كفيلة بإنهاء أي علاقة مع الآخر الديني إطلاقًا، فهذه تمثّل حجر عثرة أمام أي تقارب ديني بين المسيحية والإسلام، كيف عالجها الباحث؟ هذا ما أتركه لكم حينما تبحرون في أمواج الكتاب المتلاطمة.

وقد استطاع أن يؤصّل لحقوق الآخر الديني (الأقليات) باجتهاد أوّلي طبيعي، دون الذهاب إلى فهم ثانوي استثنائي على منطق الضرورة، فهو يرى أن مفهوم المواطنة لا ينحصر بمفهوم الانتماء الديني الخاص، بل إن الانتماء الجغرافي وغيره يمكن له أن يولّد مفهوم المواطنة طبقًا لقوانين الدولة.

أهميّة البحث

تأتي أهميّة البحث لمحاولة الباحث معالجة موضوع حيوي معاصر، ففي الدول الإسلامية في وقتنا الحاضر تشكّل الأقليّات الدينية مادة قلق نتيجة ما حصل لهم من تهميش أو تغريب أو قتل، كما منعهم من تقلّد بعض المناصب في الدولة.

فالتجربة الإسلامية لها جانب تطبيقي للشريعة في أكثر من بلد معاصر، فالباحث يحاول أن يرصد في البحث ما لا يخلّ بالحقيقة الدينية المنكشفة، خصوصًا أنه يرى أن الكثير من الفقهاء وباحثي الفقه الإسلامي قد هجروا البحوث المتعلقة بقضايا العلاقة مع غير المسلم، وخاصة قضية الأقليات وحقوقها السياسية والاجتماعيّة.

وهذا كما يرى الباحث ما قد يولّد نوعًا من ضمور الدرس الاجتهادي الإسلامي إزاء هذه الملفّات الحسّاسة مستبدلاً النظر بمتابعة المتقدمين، بمعنى أن نخنق الاجتهاد بالجثو على الأخذ بآراء المتقدمين أخذ المسلّمات دون النظر فيها.

ويستغرب الباحث من هجر هكذا موضوع وما يرتبط به من بحوث كالجهاد الذي يعتبر مدخلا رئيسًا لبحث العلاقة مع الآخر الديني، أنها لم تحظ باهتمام مناسب لها حتى في القرن العشرين، وهو قرن الثورات والنضال ضد الاحتلال والاستعمار، وهو قرن الكثير من التصادمات التي وقعت بين المجتمعات المسلمة والمجتمعات الغربيّة.

ومن هذا المنطلق يعتبر الباحث أن الموضوع يشكّل واحدة من الإشكاليات المهمة التي تثار في مقابل الفكر الديني من قبل التيارات العلمانيّة والحقوقية في العالم، وهذا ما يعطيه أهميّة مضاعفة. ومن هنا يحاول الباحث للوصول لحلول مشتركة، وهذا يعني أننا بحاجة لمقارنة أديانية في قضايا حقوقية تهمّ العالم اليوم، بهدف الاستفادة من تجارب بعضنا ومراكمة وجهات النظر للوصول إلى حلول يمكنها أن تقدّم للعالم في العصر الحديث.

لذلك فالبحث يحقق تقاربًا في الرؤية بين الأديان فيما يتصل بقضايا حقوقية وإنسانية معاصرة، والاقتراب من تحقيق سلامٍ حقيقي وتعاون جادّين للأديان، خاصة أنه توجد تحديات مشتركة لابد من مواجهتها جميعًا.

ويحاول الباحث أن يجعل قراءته تصب في حفر النص الديني الأوليّ، دون اللجوء لعناوين ثانوية ومنطق الحالات الطارئة، وهذا ما يميّز هذه الدراسة كثيرًا عن غيرها من الدراسات السابقة، وكأنه يؤمن بإيجاد حلول جذرية لقضية الاعتراف بالآخر الديني، بل أن أصل الديانات الاعتراف بالآخر والتعايش معه، ولكن الفهم الديني الخاطىء هو الذي أوصلنا لعدم الاعتراف بالآخر مسيحيًا وإسلاميًا.

واهتمت الدراسة بمناقشة الأصول التي تسبب بالبعد الديني في أحد فصولها، كما طرحت ضمن مناقشتها الأصول التي تجعل من الدينيين أكثر قربًا وتعايشًا في مجتمع وبلاد واحد، ولا أريد أن أطيل على القارىء الكريم أكثر، فهذه فكرة عامة وشاملة لهذه الدراسة التي نال على أساسها الشيخ حيدر حب الله درجة الدكتوراه بدرجة امتياز، حيث أنه بدراسته هذه، سدّ فجوة هامة في عصرنا الحديث لم يسبقه في ذلك غيره، كما أنني أدعوكم باقتناء هذا السفر الجليل دون مجاملة، فمن خلاله ستبحرون معه في عالم الفكر الديني في عمق المحيطات العميقة، وستكتشفون عالمًا جديدًا يرتبط بعلم الأديان.

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 35763793       عدد زيارات اليوم : 598