بِسْمِ اللهِ الْرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ
يصدر هذا البيان في ضوء الرسائل الداعمة التي تلقّاها المركز الدولي للاجتهاد الجماعي (ICCI) من أفرادٍ مهتمّين وشخصيّات اجتماعيّة نافذة ومرموقة، يطلبون فيها إعادة إعلام الجمهور ـ بشكلٍ مؤكّد وواضح ـ بالهويّة العلميّة للمركز، وأهدافه ومنهجيّته.
إنّ المركز الدولي للاجتهاد الجماعي هو منظّمة استشاريّة تضمّ علماء لديهم القدرة على استنتاج التوجيهات الشرعيّة من خلال عمليّة الاجتهاد، جنباً إلى جنب مع علماء متخصّصين في مختلف مجالات الدراسات الإسلاميّة، ومستشارين من مختلف التخصّصات. حيث يبذل هؤلاء جميعاً وقتهم وجهودهم، تطوّعاً، للاستجابة ـ بضميرٍ حيّ ـ للقضايا ذات الصلة، والتي تؤثر في الغالب على المسلمين المقيمين في الغرب.
تتضمّن الطريقة التي يستخدمها المركز للوصول إلى نتائجه فحصاً شاملاً للنصوص الدينيّة المقدّسة والنصوص ذات الصلة، جنباً إلى جنب مع المشورة التي يقدّمها المستشارون. ويتمّ نشر النتائج التي توصّل إليها المركز بوصفها بيانات مبرَّرة ومستدَلّة بأسباب منطقيّة شاملة وتحليل معمّق للأدلّة. وفي الحالات التي يكون فيها انقسامٌ في الرأي بين علماء المركز أنفسهم فإنّه يتمّ نشر الآراء على أنّها مواقف أغلبّية وأقليّة، وتقدّم أيضاً المبرّرات والأدلّة لكلّ موقف من المواقف المختلفة.
من المهم أن نلاحظ أنّ المركز الدولي للاجتهاد الجماعي يسعى لتقديم أفكاره وبياناته وأدلّتها بطريقة قابلة للفهم؛ وذلك لتسهيل الأمر على عموم القرّاء. ولا توصف نتائج المركز بالفتاوى، بل هي آراء مُرفَقَة بالأدلّة تمكّن القرّاء وتشجّعهم على فهم ثراء النقاشات المتبادلة في أيّ قضيّةٍ من القضايا. ويحمل المركز قناعةً كاملة بأنّ مثل هذا العرض لا يمكّن عموم القرّاء من الاحتفاء بروعة التراث الفكري الإسلامي وتنوّعه فحسب، بل يمنحهم أيضاً الثقة في الاستجابة لتحدّيات العصر الحديث.
واستجابةً لمبدأ النزاهة والأمانة القرآنيّ، يحافظ المركز على أقصى درجات الشفافية، كما يتضح ذلك من خلال موقعه على الشبكة العنكبوتيّة (الإنترنت)، والذي يوضح بالتفصيل بيانات المركز ومنهجيّته وأعضاءه، مع ذكر مؤهِّلاتهم. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة: https://www.collectiveijtihad.org.
بصفتي المدير التنفيذي للمركز الدولي للاجتهاد الجماعي، أودّ أن أُعرب عن خيبة أملي العميقة من الاتهامات التي لا أساس لها من الصحّة، والموجّهة ضدّ فريقنا. أجد أنّه من غير المقبول للغاية أن يتمّ التشكيك في نزاهة فريقنا المتفاني وجهوده الكبيرة ودوافعه، دون أيّ دليل داعم. إنّ هذا السلوك ليس فقط محاولة فاشلة لتقويض عملنا الجماعي، بل يتعارض أيضاً مع جوهر التعاليم القرآنيّة، وتعاليم أهل البيت النبويّ ـ عليهم السلام ـ وهو محبِطٌ بشدّة من وجهة النظر الأخلاقيّة. إنّه لمن المحبط أن نشهد أفعالَ تشهير، لا سيّما عندما تأتي من أفراد يُتوقع منهم إبداء مظاهر التعقّل والإيمان.
يحافظ المركز الدولي للاجتهاد الجماعي على التزامه الراسخ بالقيم الإسلاميّة للعدالة والمساواة والازدهار الإنساني. هذه القيم هي القوّة الدافعة له في جهوده ومساعيه، وفريقنا مكرَّس لتعزيز الفهم المتوازن للإسلام في المجتمع. نحن نؤمن بشدّة أنّ الإدلاء بتصريحات أو اتهامات مهينة للأفراد والمؤسّسات المنخرطة في المجال العلمي يقوّض جوهر التراث الفكري الإسلامي المجيّد، ونطالب ـ في المقابل ـ بأن يتمّ في المستقبل إجراء حوار بطريقة محترمة وقائمة على الأدلّة، فالمناقشات المفتوحة والبنّاءة يمكن أن تؤدّي إلى فهمٍ أفضل لوجهات النظر المختلفة، وتعزيز بيئة الاحترام المتبادل والتنمية الفكريّة.
إنّني، وبالنيابة عن المركز الدولي للاجتهاد الجماعي، أودّ أيضاً أن أغتنم الفرصة لتوجيه أسمى تعابير الشكر لجميع القرّاء والمحبّين على رسائل الدعم والاهتمام التي وجّهوها إلينا، والتي تبعث على الدفء والأمل. يؤكّد المركز من جديد التزامه بمواصلة مساعيه وزيادة مستوى إنتاجه على الرغم من ضغوط الوقت والطبيعة الشاقّة لعمله، والتي تستلزم تعاون مختلف الأفراد الذين يتطوّعون بتقديم خدماتهم ومشاركاتهم.
الدكتور هاشم باتا
المدير التنفيذي للمركز الدولي للاجتهاد الجماعي (ICCI)
21 ـ ذو الحجّة ـ 1444هـ
10 ـ يوليو/تموز ـ 2023م