تناولت المحاضرة الخامسة عشرة من تفسير سورة الفلق عدّة عناوين، تمّ فيما استكمال الحديث عن موضوع الحسد، حيث بعد استعراض سبعة محاور والحديث في المحور الثامن حول الإصابة بالعين، وانتهى الكلام في الدليل الأوّل على مسألة الإصابة بالعين، وهو الدليل القرآني، وصل الكلام إلى:
الدليل الثاني: الروايات التي تدلّ على أنّ العين حقّ وعلى مسألة الإصابة بالعين، وقد تمّ استعراض مجموعة روايات، وتمّ التوصّل إلى ما يلي:
1 ـ إنّ الروايات الإماميّة منها قليلةٌ للغاية وكلّها ضعيف السند، ومصادرها من الدرجة الثانية أو الثالثة، أمّا في كتب أهل السنّة فوردت الروايات في أهمّ المصادر كالصحيحين، وبعضها بأسانيد معتبرة وفق أصول الحديث السنّي.
2 ـ إذا بُني على حجية خبر الواحد في الأمور التكوينية فيمكن لمن يعتمد على مصادر الحديث السنية أن يُثبت مسألة الإصابة بالعين، وإلا فإنّ الإثبات الحديثي صعبٌ للغاية.
3 ـ إنّ بعض الروايات التي أوردها بعض المعارضين للإصابة بالعين، وقالوا بأنّها تدلّ على نفي هذا الموضوع، لا تدلّ على مدّعاهم أيضاً.
4 ـ إنّ بعض المناقشات العقلانية التي قُدمت في هذا الإطار تخضع للجواب أيضاً، ولا يمكنها إبطال مسألة العين.
المحور التاسع: نتائج البحث في مسألة العين
1 ـ إنّ الروايات المُثبتة لمسألة العين قليلة جداً وظنيّة الصدور، وحيث لا نعتمد على حجيّة خبر الواحد الظنّي، ولو كان معتبر الإسناد، فلا قيمة لها.
2 ـ إنّه لم يقم أيّ دليل قرآني ولا حديثي ولا عقلي ينفي مسألة الإصابة بالعين.
3 ـ إنّ مسالة الإصابة بالعين لم تثبت دينيّاً ولم يثبت عدمها أيضاً.
4 ـ حتى لو ثبت موضوع الإصابة بالعين فصحّة القاعدة لا يعني إمكان تطبيقها على الواقع هنا وهناك مزاجيّاً، فلا يجوز اتهام الناس أو البناء على التعامل معهم وفق ذلك، ما لم يقم دليل يُثبت انطباق القاعدة على هذه الحالة أو تلك، وهو أمر في غاية الصعوبة.
وأخيراً، وقفة ختامية لدرس التفسير للعام الدراسي: 2015 ـ 2016م
1 ـ ضرورة اهتمام طالب العلم الديني بالتحصيل العلمي وليس بمسألة الشهادات و..
2 ـ الشهادات والأوراق ليست بديلاً عن العلم الحقيقي.
3 ـ نحن مع تطوّر البرنامج الدراسي في الحوزة، ومع دخول نظام الامتحانات فيه، لكن لا يصحّ تحوّل الامتحانات إلى مجرّد وسيلة لكسب الشهادات كيفما كان، لا للتحصيل العلمي الحقيقي.
4 ـ على طلاب العلوم الدينية وضع برنامج واضح لأنفسهم يحدّد إمكاناتهم وميولهم، والمدّة الزمنية التي يريدون قطع شوطٍ معرفي فيها، ثم يدرسوا الحاجات الموضوعيّة في بلدانهم، بدل البقاء في دوّامة االفراغ النسبي.
5 ـ يجب التخلّي عن مسألة الحاجة لكسب الاعتراف بنا من محيطنا الصغير، نحو الاهتمام بأداء مسؤولياتنا الكبيرة في المجتمع والمشاركة الفاعلة في النهوض بأوطاننا.
و..
الاستاذ حيدر حب الله المحترم
السلام عليكم و رحمة الله
ملاحظة متواضعة شيخنا العزيز
هل كان بالامكان الاستفادة في موضوع العين من كتاب “خوارق اللاشعور” لعالم الاجتماع العراقي الدكتور علي الوردي رحمه الله، حيث احتوى الكتاب -على ما اذكر- مجموعة تجارب اجريت في الغرب كان الدكتور الوردي حاضراً فيها بنفسه ؟ صحيح انت بحثت الموضوع من الزاوية الدينية فقط، ولكنك تطرقت لمجموعة من الامثلة الواقعية ايضاً.
وفقكم الله في مسيرتكم العلمية
علي ابو التمن
اخي العزيز الاستاذ علي ابو التمن رعاه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم غاية الشكر على تفضلكم
نفعني الله بكم
وحماكم وأهلكم من كل مكروه
اخوكم حيدر حب الله
السلام عليكم
لماذا هذا الاعتماد الكامل على الروايات مع ان القران الكريم يصرح بان العين تصيب وشرها يُتعوذ منه انا طبعا من الذين لايقولون بخبر الواحد
الأخ العزيز
لعلكم لم تستمعوا لكافة المحاضرات فقد تم التعرض لموضوع إصابة العين قرآنيا ايضا
شكرًا