تناولت المحاضرة الرابعة عشرة من تفسير سورة الفلق عدّة عناوين، تمّ فيما استكمال الحديث عن موضوع الحسد، حيث بعد استعراض ستة محاور من الحديث حول الحسد، وصل الكلام إلى:
المحور السابع: الحكم الشرعي للحسد
1 ـ بيان أنّ الحسد له جهة قلبيّة نفسيّة، وجهة خارجيّة عملية ظاهرة.
2 ـ انقسام الرأي الفقهي في حكم الحسد إلى نظريّتين أساسيّتين:
النظرية الأولى: الحسد الحرام هو خصوص إظهار الحسد وترتيب الأثر عليه، وليس مجرّد الحالة القلبيّة.
النظرية الثانية: الحسد الحرام هو كلّ أنواع وأشكال الحسد قلبيّاً وقالبيّاً، باستثناء خواطر الحسد العابرة.
3 ـ لماذا ظهرت محاولات التفصيل في الحسد ولم يتمّ تحريمه بالمطلق عند الجميع؟
4 ـ مبرّرات التفصيل في الحسد وأهمّها:
أ ـ القول بعدم معقوليّة تحريم الحسد القلبي؛ لأنّه أمر غير اختياري. وقد تمّ التعرض لمناقشة هذا الكلام.
ب ـ النصوص الحديثية التي تميّز في تحريم الحسد بين القلبي والظاهري، ومنها ـ كما فسّروه ـ حديث الرفع وروايات أخر تقارب الخمس روايات.
المحور الثامن: الحسد ومسألة العين (الإصابة بالعين)
1 ـ بيان أن العين عند أنصار العين لا تختصّ بالحسد، فقد يكون هناك حسد ولا عين، وقد تكون هناك عين ولا حسد، وقد يجتمعان.
2 ـ شرح كيف أن مسألة العين عقيدة شائعة شعبية عند مختلف الشعوب والحضارات الفينيقيّة واليونانية والرومانية والعرب والآشوريّين وغيرهم، وورود نصوص فيها في الكتب السماوية السابقة المعتمدة اليوم عند بعض الديانات.
3 ـ محاولة تفسير أنصار فكرة الإصابة بالعين هذه الظاهرة بطريقة علميّة مادية، إمّا عبر ما نُسب للجاحظ من خروج جزيئات صغيرة من العين، أو عبر فكرة خروج شعاع ما، أو عبر فكرة الموجات الكهرومغناطيسية أو غير ذلك.
4 ـ تقسيم أنصار العين العينَ إلى عدّة تقسيمات:
التقسيم الأوّل: العين الإنسانية والجنيّة والحيوانية.
التقسيم الثاني: العين المعجبة والعين الحاسدة الشريرة.
التقسيم الثالث: العين القاتلة (أو السمّية أو النارية) والعين المعطِّلة أو المتلفة.
5 ـ بيان ما يطرحه أنصار الإصابة بالعين من عوارض مرضيّة لهذا الأمر كثير منها يرجع لحالات نفسيّة وعصبيّة، وما يقدّمونه من علاجات عبر أدوية طبيّة أو رقى أو سكب الرصاص أو الطلاسم أو وضع حذاء أو حذوة الحصان على باب الدار، أو غير ذلك من ثقافات شعبيّة متنوّعة.
6 ـ دخول فكرة العين إلى الفقه الإسلامي، والحديث عن ضمان العائن لما أتلفه والمناقشة في ذلك، وبيان أنّ هذا البحث لم يظهر له وجود يُذكر في الفقه الإمامي، وانحصر في الفقه السنّي بشكل محدود نسبيّاً، ووقع هناك محلّاً للخلاف فيه.
7 ـ هل العين حقيقة واقعيّة على مستوى الأدلّة الدينية أو لا؟ استدلالات القائلين بمسألة العين:
الدليل الأوّل: الآيات القرآنيّة، وقد تمّ شرح ثلاث آيات قرآنية، وهي آية الحسد من سورة الفلق، وآية وصيّة يعقوب لأبنائه في دخول مصر، وآية (ليزلقونك بأبصارهم)، والتوصّل إلى نتيجة، وهي أنّ النصّ القرآني غير واضح في الدلالة على فكرة العين، لكنّه لا يوجد فيه ما ينفي هذه الفكرة تكوينيّاً.
و..
جزاكم الله خيرا على هذا الشرح الوافي والعميق.