تناولت المحاضرة السادسة من تفسير سورة الفلق عدّة عناوين، دارت حول جولة في مسألة الشرّ في الفكر الديني والفلسفي عبر عدّة محاور:
المحور الأوّل: أهميّة وزوايا مسألة الشر على صعيدي:
أ ـ التأثير في الصفات الإلهيّة (التوحيد ـ العدل ـ الحكمة ـ العلم والقدرة).
ب ـ التأثير في أصل مسألة وجود الله (الشكل الجديد الحسّاس لموضوع الشر).
المحور الثاني: شرح علاقة مسألة الشرّ بمسألة وجود الله، وذلك عبر:
أوّلاً ـ الاتجاهات في وجود الله:
1 ـ إثبات الوجود الإلهي.
2 ـ عدم تحقّق إثبات الوجود الإلهي.
3 ـ وجود الله مسألة غير قابلة للإثبات أو النفي.
ثانياً ـ الاتجاهات في عدم وجود الله:
1 ـ لا دليل على عدم وجود الله (الاتجاه المشهور).
2 ـ عدم الله مسألة لا يمكن إثباتها أو نفيها.
3 ـ إثبات عدم وجود الله أو إقامة الدليل على العدم.
ثالثاً ـ تيار إثبات عدم وجود الله تيّار نادر جداً، لكنّ مسألة الشر شكّلت أحد أدلّته على العدم الإلهي، وشرح استدلال عدم وجود الله من خلال الشر. (التطوّر اللافت في ربط قضيّة الشر بإثبات عدم وجود الله ما يكشف عن أهميّة الموضوع اليوم).
المحور الثالث: مطالعة تاريخية في مسألة الشر:
1 ـ ظهور الاتجاهات الثنوية الشركيّة انطلاقاً من مسألة الشرّ، بهدف تنزيه الله عن فعله.
2 ـ استمرار البحث في مسألة الشر في الفلسفة المسيحيّة، وكان من أبرز من تناولها توما الأكويني (1274م).
3 ـ اهتمام علم الكلام والفلسفة الإسلاميّين بمسألة الشر، وظهور مساهمات عديدة لابن سينا والعلامة الحلي والملا صدرا والطباطبائي وغيرهم.
4 ـ إنّ الكثير من النظريّات التي طرحت في مسألة الشر كانت تهدف للجواب عن الثنويّين.
5 ـ مشاركة الفلسفة الغربيّة والدينية الحديثة في تقديم نظريّات في مسألة الشرّ، مع مثل لايب نيتس، وجون هيغ، وآلوين بلانتينجا، وجي أل مكي وغيرهم.
6 ـ امتياز البحث في الفضاء الإسلامي حول ربط الشرّ بالعدل والحكمة، فيما امتيازه في الفضاء الغربي كان في ربط الموضوع بثلاثيّة العلم والقدرة والخيريّة الإلهيّة.
المحور الرابع: أنواع الشرور وتقسيماتها في الفلسفة الإسلاميّة والغربيّة وعرض ثلاثة تقسيمات مشهورة:
التقسيم الأوّل: وهو التقسيم الثنائي: الشرّ الفلسفي أو الطبيعي، والشرّ الأخلاقي أو الإنساني.
التقسيم الثاني: وهو التقسيم الثلاثي: الشر الطبيعي، والشر الأخلاقي، والشرّ الاجتماعي (المفهوم الوسط).
التقسيم الثالث: وهو التقسيم الرباعي للفيلسوف لايب نيتس وغيره: الشرّ الطبيعي، والشرّ الأخلاقي الإنساني، والشرّ العاطفي، والشرّ الميتافيزيقي.
التمييز بين الشر العرفي والشر الفلسفي.
المحور الخامس: النظريّات الكبرى في مسألة الشرّ في الفكر الفلسفي الديني:
النظريّة الأولى: عدميّة الشر
1 ـ الجمهور الواسع الذي حظيت به هذه النظريّة في الفلسفة القديمة والإسلاميّة والغربيّة.
2 ـ لماذا نشأت فكرة عدميّة الشر؟ وهل لها علاقة بطبيعة المواجهة مع الثنويّة في الموضوع؟
3 ـ شرح معنى العدم المراد في نظريّة عدميّة الشر، والتمييز بين العدم المطلق وغير المطلق، والتمييز أيضاً بين الأمر المعدوم والأمر العدمي.
4 ـ استعراض الشكل الهندي القديم لنظريّة عدميّة الشرّ، من خلال مفهوم: الحياة حالة من النوم الطويل.
5 ـ ظهور التيار الذي عرف بـ (حركة العلم المسيحي) في بدايات القرن العشرين، وكان من أبرز رموزه الباحثة الأميريكية ميري بيكر (1910م)، وقيامها بالجمع بين النظريّة الهندية للشرّ العدمي وبين تعاليم المسيحيّة.
6 ـ شرح نظريّة ميري بيكر في تفسير الشرّ وعدميّته.
و..