• الرئيسية
  • السيرة الذاتية
  • الكتب والمؤلفات
  • المحاضرات والدروس
  • المقالات
  • الحوارات واللقاءات
  • المرئيات
  • الأسئلة والأجوبة
  • لغات اُخرى
  • تطبيق مؤلفات حب الله
  • آراء
الموقع الرسمي لحيدر حب الله
البحث الخارج الدراسات العقلية الدراسات النقلية تاريخ العلوم فكر وثقافة
علوم القرآن والحديث العلوم الشرعية (الفقه وأصوله)
الحديث والمستشرقون الوضع في الحديث التفسير الأثري مصادر الحديث الإمامي الفقه القرآني، الأصول والمعالم تفسير القرآن الكريم النزول اللفظي والمعنوي للقرآن
# العنوان تاريخ الإعداد تاريخ النشر التعليقات الزائرين التحميل
85 الدرس التفسيري الأسبوعي ـ سورة القارعة 007 2016-12-28 2016-12-28 0 3660

الدرس التفسيري الأسبوعي ـ سورة القارعة 007

تناولت المحاضرة السابعة والأخيرة من تفسير سورة القارعة عدّة عناوين، استمرّت حول (الوزن والميزان) في القرآن الكريم، ضمن عدّة أبحاث تستكمل الأبحاث السابقة:

البحث الثامن: نتائج الميزان الأخروي

1 ـ سبق الكلام عن النتائج الإيجابيّة لثقل الميزان، أمّا النتائج السلبيّة لخفتّه، فهي خسارة النفس ونار جهنم كما تفيد نصوص القرآن.

2 ـ (أمّه هاوية): سميت جهنّم بالهاوية، كأنّه يهوي فيها الإنسان ويسقط، والهاوية هي مثل المنخفض بين جبلين في اللغة، وتعبير (أمّه) إمّا بمعنى أنّ الإنسان يرجع إلى أمّه في المصائب والشدائد، وأمّ هذا الكافر هي النار، فلن يجد عندها سوى العذاب لا السكينة والطمأنينة، أو أنّ المراد سقوطه في جهنم على أمّ رأسه (وهو احتمال ضعيف، لا يتناسب مع تكملة السورة)، أو أنّ العرب تقول: هوت أمّ فلان، والمعنى: هلك ووقع في شدّة.

3 ـ الهاء في (وما أدراك ماهيه) هاء السكت أو هاء الوقف، وتحذف عند وصل الكلام بما بعده، والتعبير كلّه للمبالغة في التهويل، ووصف النار بالحامية توكيد بليغ في اللغة العربيّة، رغم أنّ كلّ نارٍ حامية.

البحث الأخير: خاتمة في مطالعة مقارنة بين المعاد في الإسلام واليهوديّة والمسيحيّة

المحور الأوّل: المعاد في الإسلام والقرآن

1 ـ إنّ القرآن الكريم يقدّم المعاد بصورة تفصيليّة مركّزة للغاية وواسعة، في أكثر من ألف آية قرآنيّة، يدخل فيها في الكثير من التفاصيل والتوصيفات، حتى أنّ سوراً بأكملها اختصّت بالقيامة أو سمّيت باسمها.

2 ـ إنّ مستوى ضخّ النصوص الدينية القرآنيّة وغيرها بلغ حدّاً أن دفع العديد من الفقهاء المسلمين ـ كالسيد الخوئي ـ إلى اعتبار إنكار المعاد موجباً للخروج من الإسلام مطلقاً، حتى لو كان ذلك عن شبهة، فكأنّه إنكارٌ لإحدى الشهادتين.

المحور الثاني: المعاد في الديانة اليهوديّة

1 ـ عمدة النصوص الدينية عند اليهود هي:

أ ـ ما يسمّيه المسيحيّون بالعهد القديم أو العتيق، ويسمّيه اليهود أنفسُهم (تَنَخ)، وينقسم إلى:

الأسفار الخمسة (التكوين ـ الخروج ـ اللاويين ـ العدد ـ التثنية)، والتي تشكّل توراة موسى.

وإلى سائر الكتب الأخرى في العهد القديم.

ب ـ التلمود (وهي كلمة بمعنى الدراسة والتعلّم)، وتحتوي السنّة الشفويّة وتفاسير العلماء عبر التاريخ، وكتبت بعد ألف عام تقريباً من وفاة موسى، وقيل: بعد ولادة النبيّ عيسى، ويراها بعضُ اليهود متلقّاة من موسى لبعض خواصّه جيلاً بعد جيل.

2 ـ إذا أخذنا خصوص التوراة من العهد القديم، يمكن القول بأنّ فكرة المعاد منعدمة تماماً فيها، فلا حديث عن آخرة وقيامة وجنّة ونار وغير ذلك، وقد حاول بعض اليهود تفسير بعض العبارات القليلة جداً في التوراة بالآخرة، إلا أنّ ذلك ظلّ محلّ نقاش كبير، وهناك رأي يرى أنّ فكرة العقاب في العقل اليهودي كانت تعني العقاب الدنيوي بالموت المبكّر وغير ذلك فقط.

3 ـ إذا تركنا التوراة نحو سائر كتب العهد القديم، سنجد نصوصاً متفرّقة محدودة، وفيها بعض الإبهام، لكنّها أحسن حالاً من التوراة، تتعرّض لشيء يتصل بالآخرة، ضمن تعابير مثل: النجاة وأبد الآباد والحكم والقضاء وغير ذلك.

4 ـ إذا تركنا العهد القديم كلّه، نحو التلمود، سنجد الآخرة حاضرة بشكل واضح، وأنّ منكرها وقع في ذنبٍ عظيم.

5 ـ إذا ذهبنا ناحية مذاهب اليهود، سنجد أنّه في القرنين الأخيرين قبل الميلاد والقرن الأول بعد الميلاد، كان هناك مذاهب عدّة عند اليهود أكبرها:

أ ـ الصّدُّوقيون، وهم ينتسبون ـ على الأرجح ـ إلى الكاهن الأعظم زمن النبيّ داود باسم صادوق، وهم طبقة غنيّة وكهنوتية، وكانوا يميلون لنقد النصوص وإعمال العقل، بما قد يشبه المعتزلة تقريباً عند المسلمين.

ب ـ الفرّيسيّون، ومعنى فريسي (معتزل)، فهم المعتزلة، لكنّ منهجهم لا يشبه منهج المعتزلة عند المسلمين، بل ربما يشبه منهج الفقهاء والمحدّثين.

6 ـ وقعت خلافات عظيمة بين الصدّوقيين والفريسيين، دارت حول:

أ ـ أنكر الصدوقيّون حجيّة التلمود وكذلك كتب العهد القديم غير التوراة بأسفارها الخمسة، وقيل: إنّهم اعتبروها نصّاً ثانويّاً يخضع للنقد في ضوء مرجعيّة التوراة، بينما آمن بذلك كلّه الفريسيّون واعتبروه شارحاً للتوراة ومفسّراً لها.

ب ـ ربما يتفرّع عن ذلك أنّ الصدّوقيون ـ فيما يُعرف عنهم ـ أنكروا المعاد والروح والملائكة، بينما آمن بهذا كلّه الفريسيون.

7 ـ نتيجةً لأوضاع سياسيّة وغيرها، انقرض الصدوقيون نهايات القرن الأوّل الميلادي، وهيمن الفريسيون على اليهودية إلى يومنا هذا، ومن ثمّ صار المعاد موجوداً بقوّة في الثقافة اليهوديّة اليوم، واعتُبر الصدّوقيون دائماً مجرّد مبتدعة.

8 ـ يرى بعض الباحثين أنّ فكرة المعاد غير الموجودة في التوراة قد دخلت الفكر اليهودي بعد اختلاط اليهود بالأمم الأخرى إثر السبي البابلي لهم على يد نبوخذنصر في القرن السادس قبل الميلاد، وأنّ تحرير الملك الفارسي (قورش) لهم، وإعادتهم إلى فلسطين في زمانه أدّى لتقارب كبير بين الثقافة الفارسية الزرادشتية وبين اليهود، فدخلت فكرة المعاد إليهم عبر الزرادشتيّة، ثم أقحمها الفريسيون بعد ذلك في العقيدة اليهوديّة، وإلا فإنّ العقل اليهودي قبل السبي البابلي لم يكن يعرف شيئاً عن المغيّبات. (هذا كلّه بصرف النظر عن أصل ديانة موسى عليه السلام من وجهة نظر القرآن).

9 ـ من هنا يذهب بعض الباحثين إلى أنّ فكرة الآخرة في العقل اليهودي كانت تعني قبل ذلك مجرّد (آخر الزمان)، بمعنى عودة اليهود إلى فلسطين وخلاصهم من العذاب والشتات، وكثرتهم الكاثرة وسيطرتهم على الأرض.

10 ـ اختلف اليهود في من يقع عليه المعاد، فقيل: على كلّ الناس، وقيل: يبعث اليهود خاصة، وغيرهم لا يليقون أن يبعثوا للحياة الآخرة فيفنون، وقيل: يبعث خصوص الصالحين من اليهود.

11 ـ وقع نقاش آخر أيضاً في أنّ الآخرة هل هي عالم آخر أو أنّها في الحقيقة عودة الأجساد وبعثها إلى فلسطين وانتقال أجساد الطاهرين المدفونين حارج فلسطين إلى أرضها، لكي يبعثوا من قبورهم ويعيشوا حياة سعيدة.

12 ـ ثمّة بعض النقاش في مفهوم اليهود للمعاد من حيث الجسمانية والروحانية، وقد يظهر من ابن ميمون صاحب كتاب (دلالة الحائرين) أنّهم يقولون بالمعاد الروحاني.

13 ـ ليس في نصوص اليهود الدينية الأصليّة حديث عن تفاصيل القيامة مثل الميزان والصراط والحوض وغير ذلك مما جاء في القرآن والسنّة عند المسلمين.

14 ـ مفهوم المعاد في تطوّره التاريخي عند اليهود كان ملتبساً من وجهة نظر الباحثين الدينيّين، لكنّه اليوم ثابت في وعيهم، ويذكرون فكرة البعث في صلواتهم اليوميّة المسمّاة: (شيمونه عسرا).

المحور الثالث: المعاد في الديانة المسيحيّة

1 ـ صورة المعاد في الأناجيل الأربعة وما بعدها من أعمال الرسل وغيرها، أوضح بكثير من صورته في العهد القديم، وإن كانت ليست بالكثيرة، لكنّ المسيحيّة تؤكّد على مفهوم القيامة، ويعتبره كثيرون من أصول الدين، بينما يعتبر برتراند راسل أنّه لم يكن كذلك في الأيّام السابقة.

2 ـ يجب التمييز بين ثلاثة مفاهيم للقيامة عند المسيحيّين:

أ ـ قيامة المسيح يوم الأحد من قبره بعد ثلاثة أيّام من صلبه، وهو المعروف بأحد القيامة وعيد الفصح.

ب ـ قيامة المسيح، بمعنى نزوله من السماء آخر الزمان، وتعليمه الإنجيل وإدخاله اليهود في المسيحيّة وحكمه لألف عام.

ج ـ يوم القيامة.

3 ـ يُفهم من الكثير من كلمات العلماء المسيحيّين أنّ الروح لا تفنى بالموت، بل تذهب للجنّة أو النار، أمّا من خلط صالحاً وسيئاً ثم تاب، فهو يدخل النار في القبر لتنظيفه من الآثام، والمحكمة الكبرى النهائية تكون يوم القيامة.

4 ـ تعتقد المسيحيّة أنّ الآخرة خلاص من العذابات والتحاق بحياة سعيدة أبديّة في ركب الله تعالى، ويختلفون بين قولٍ مشهور بأنّ الآخرة في السماء (ملكوت السماء)، بينما يقول الكثير من البروتستانت بأنّها في الأرض، وأنّ الجنّة تتجلّى في الأرض بشكلٍ جديد.

5 ـ تختلف النصوص الدينيّة المسيحية في جسمانية المعاد وروحانيته، وثمّة نصوص في الأناجيل لمصلحة الفريقين.

6 ـ لا يبدو واضحاً في المسيحيّة وجود مفاهيم مثل الميزان والصراط والحوض وغير ذلك، لكن ثمّة نصوص تتحدّث عن صوت كبير يحصل يوم القيامة، وعن فكرة النفخ في البوق.

النتيجة: إنّ القرآن الكريم قد طرح المعاد بشكل موسّع للغاية مقارنةً بالتطوّر التاريخي للنصوص الأصليّة للديانتين المسيحيّة واليهوديّة، وما طرحناه يظلّ رهناً لرصد طبيعة الاختلاف المذهبي داخل الديانات نفسها.

إرسال

you should login to send comment link

جديد الأسئلة والأجوبة
  • تأليف الكتب وإلقاء المحاضرات بين الكمّ والنوعيّة والجودة
  • مع حوادث قتل المحارم اليوم كيف نفسّر النصوص المفتخرة بقتل المسلمين الأوائل لأقربائهم؟!
  • استفهامات في مسألة عدم كون تقليد الأعلم مسألة تقليديّة
  • كيف يمكن أداء المتابعة في الصلوات الجهرية حفاظاً على حرمة الجماعات؟
  • هل يمكن للفتاة العقد على خطيبها دون إذن أهلها خوفاً من الحرام؟
  • كيف يتعامل من ينكر حجيّة الظنّ في الدين مع ظهورات الكتاب والسنّة؟!
  • هل دعاء رفع المصاحف على الرؤوس في ليلة القدر صحيحٌ وثابت أو لا؟
الأرشيف
أرسل السؤال
الاشتراك في الموقع

كافة الحقوق محفوظة لصاحب الموقع ولا يجوز الاستفادة من المحتويات إلا مع ذكر المصدر
جميع عدد الزيارات : 36828654       عدد زيارات اليوم : 8939