تناولت المحاضرة الثانية من تفسير سورة العاديات عدّة عناوين، منها:
1 ـ شرح معنى (أثرن، وفي قراءة ثانية: أثّرن بالتشديد)، والنقع، وربطهما بفكرتي الجهاد والحجّ.
2 ـ تحليل مرجعه (به) في قوله تعالى: (فأثرن به نقعاً)، وفي قوله: (فوسطن به جمعاً)، وطرح ثلاث محاولات لغويّة تفسيريّة في هذا المجال، وترجيح واحدة منها.
3 ـ معنى (فوسطن) على قراءة التخفيف، وعلى قراءة التشديد (فوسّطن) المنسوبة إلى عليّ وقتادة، وشرح أربعة تصويرات معقولة لفهم الآية طبقاً لتفسير التوسّط والجمع فيها.
4 ـ معنى الكنود في اللغة، ورجوع جذر الكلمة لمن لا يعطي ما يفترض أن يعطي أو يمنع ما لا ينبغي منعه أو ما لا يفترض منعه.
5 ـ استطراد ـ بمناسبة الحديث عن بعض التفاسير اللغوية لكلمة الكنود ـ والتعرّض للحديث عن الشخصيّة السلبيّة، مع بيان بعض أبرز معالم الشخصيّة السلبيّة التي نعاني منها اليوم:
أ ـ التوقّعات السلبية والخوف من المستقبل.
ب ـ مقاومة التغيير والقلق منه.
ج ـ إدمان رؤية السلبيّات وفقدان قدرة النظر إلى الإيجابيات في الأمور.
د ـ العجز عن التكيّف مع المحيط.
هـ ـ صيرورة بنيته محكومة لمشاعره وأحساسيه أكثر من تحكيم العقل، بما قد يبلغ مرض الكآبة المزمنة.
و ـ النظرة التشاؤميّة السوداوية والشعور بالانتقام والعجز عن التواصل.
والسؤال هو: هل دخل التديّن المعاصر في أزمة الشخصيّة السلبيّة؟ وهل دخلت حالة نقد الدين في أزمة الشخصيّة السلبيّة؟ وهل يمكن بناء الأوطان وسط البناء النفسي المأزوم هذا؟
6 ـ هل آية (إنّ الإنسان لربّه لكنود) وقعت في سياق الذمّ أو المدح؟ يوجد تفسيران:
التفسير الأوّل: وهو المشهور، إنّها وما بعدها في سياق ذمّ الإنسان بحالته الغالبة مع ذكر القرائن على ذلك.
التفسير الثاني: ما ذهب إليه قليل، من أمثال السيد الشهيد الصدر الثاني، من أنّها وما بعدها في سياق مدح الإنسان الكامل، وذكر القرائن على ذلك.
7 ـ ترجيح تفسير المشهور وذكر سلسلة ملاحظات نقديّة على تفسير السيّد الشهيد الصدر الثاني رحمه الله.
8 ـ تحليل مرجع الضمير في قوله تعالى: (وإنّه على ذلك لشهيد)، وأنّه هل هو الإنسان، فيكون المعنى: وإنّ الإنسان عارف بحاله من كونه كنوداً جحوداً.. أو أنّه الله المذكور في (لربّه)، فيكون المعنى: إنّ الإنسان كنودٌ، والله شهيد على ذلك، وترجيح التفسير الأوّل على الثاني مع بيان بعض القرائن على ذلك.
و…