بدايةً، أشكر الله تعالى على التفاعل الطيّب الذي حصل عقب افتتاح قسم (آراء) في الموقع الشخصي الالكتروني، لكن أودّ هنا ذكر بعض التوضيحات والتعليقات:
1 ـ منذ افتتاح قسم (آراء) تتالت عليّ مجموعة من الأسئلة الفقهيّة، وأحبّ هنا تذكير المتابعين والمحبّين أنّ قسم (آراء) ـ كما اتضح من المنشور الأوّل المرتبط به ـ ليس صفحة استفتاءات، ولم أذكر آرائي فيه بقصد عمل الآخرين بها، بل هي صفحة خلاصات بحثيّة بهدف توضيح أفكاري، وبيان رأيي النهائي في المسألة، ورفع بعض الالتباسات، وتسهيل وصول الآخرين إلى قناعاتي بعد سلسلة طويلة من الاعتراضات التي ترى أنّ الكتبَ والبحوث مطوّلةٌ، وأنّ القارئ بحاجة لخلاصات مكثفة، أو أنّ فلاناً لا يُعطي رأيه بصراحة، فاضطررت للكشف عن آرائي التي هي موجودة أصلاً في الكتب والمقالات والبحوث المنشورة لي من قَبل.
من هنا، فهذه الصفحة هي مجرّد صفحة تعكس الآراء ونتائج البحوث، ويحقّ لأيّ إنسان نشر نتائج بحوثه، وفي الوقت عينه يحقّ للآخرين الترحيب أو الانتقاد المبنيان على مراجعة البحوث نفسها دون استعجال في القبول أو الردّ.
2 ـ تمّت ملاحظة ظاهرة تبدو لي غير صحيّة أتت عقب نشر بعض آرائي المخالفة للمشهور، وهي ظاهرة الحماس الذي انتاب بعض المحبّين والمتابعين، فأخذوا بتوجيه سهام النقد للآراء المشهورة في الفقه والاستخفاف بها والتقليل من شأنها.
إنّ ما أودّ التركيز عليه هو أنّ مدرسة العقل والإيمان التي ننتمي جميعاً إليها تدعونا لتقديم الأنموذج الأخلاقي الأفضل في سلوكنا تجاه الآراء الأخرى، لنكون مثالاً في التعدّدية والانفتاح، فكما يمكن أن تكون آراء المشهور غير مصيبة للواقع، كذلك يمكن أن تكون الآراء المخالفة للمشهور هي الخاطئة. وعلينا جميعاً التأكيد والعمل على احترام جميع الآراء وعدم جعل بعض المنطلقات غير الصحيحة أساساً في تعاملنا مع القضايا البحثيّة والعلميّة. فليس كلّ جديد حقّاً لمجرّد أنّه جديد، ولا كلّ قديم باطلاً لمجرّد أنّه قديم، والعكس صحيح تماماً؛ فليس كلّ قديم أو مشهور يجب أن يكون حقّاً لأنّه قديم أو مشهور، ولا كلّ جديد أو مخالف للمشهور يجب أن يكون باطلاً لمجرّد أنّه جديد أو مخالف للمشهور.
هذا ولكلّ المحبّين والمتابعين منّي كلَّ الودّ والحبّ والاحترام والتقدير والشكر.
نسأل الله لنا جميعاً الهداية والتوفيق والرشاد والعمل الصالح، فهو الهادي إلى سواء السبيل.
حيدر حبّ الله
الخميس 16 ـ 9 ـ 2021م