ذكر العديد من الفقهاء أنّ المسافر الذي سقط عنه وجوب الصوم ولم يعد يصحّ منه فعله يجوز له تناول المفطرات مطلقاً، لكنّهم قالوا بكراهة أن يتملّى من الطعام والشراب، وبكراهة أن يُجامعَ أهله.
والذي توصّلتُ إليه ـ والعلم عند الله ـ هو أنّه لم تثبت كراهة التملّي من الطعام والشراب، ولا كراهة الجماع على الصائم المسافر المقصّر في صلاته. وطريقة جمع الفقهاء بين الروايات المتعارضة هنا في موضوع الجماع بحمل النهي على الكراهة قابلة للمناقشة وفق قواعد الصناعة الفقهيّة، إذ من شروط الجمع العرفي ـ كما حقّقناه في محلّه ـ قابليّة المجموعتين المتعارضتين معاً لتحمّل نتيجة الجمع، وهو أمرٌ غير متوفّر هنا، فراجع ألسِنَةَ النصوص وبياناتها.
هذا، ومقتضى الاحتياط الحَسَن هو ترك مجامعة الرجل المسافر أهلَه في خصوص شهر رمضان المبارك، والله العالم.
حيدر حبّ الله
الاثنين 29 ـ 8 ـ 2022م